انطلقت كما هو معلوم منذ فترة الراحة البيولوجية والتي ستتواصل إلى غاية موفى سبتمبر ويخاف الكثيرون من محبي المنتوجات البحرية في هذه الفترة من النقص الذي قد يشهده السوق وخاصة في مختلف أنواع الأسماك. وما يمكن قوله أن النقص كان من الممكن أن يكون فادحا في منتوجات البحر عامة والأسماك خاصة لولا الكميات الوفيرة التي تنتجها أحواض تربية الأسماك والتي يتزود بها السوق لتلافي النقص .إقبال كبير منذ بداية الراحة البيولوجية في صفاقس وفي المهدية وسوسة وفي عديد المناطق الساحلية حيث توجد مشاريع تربية الأحياء البحرية على هذه المنتوجات المتمثلة في الوراطة والقاروص أساسا وقطاع تربية الأسماك عرف في السنوات الأخيرة نقلة نوعية جعلته يشكل فعلا عنصرا مكملا لفترة الراحة البيولوجية وبعد أن كان الإنتاج محدودا يتراوح بين الألف وال500 طن سنويا تضاعف حاليا بشكل كبير خصوصا بعد تركيز الإستراتجية الوطنية لتربية الأحياء البحرية والتي تهدف إلى تنمية الإنتاج إلى 15 ألف طن سنويا و الأسماك المرباة حسب ما يؤكده أهل الاختصاص هي اسماك ذات نوعية جيدة جدا فهي غنية بالأوميقا 3 وبها فيتامينات أكثر من الأسماك التي تعيش في البحر وينصح بها للذين يعانون من أمراض القلب وعديد الأمراض المزمنة . القاروص والوراطة التقينا بالسيدة نجيبة الميساوي كاهية مدير تربية الأحياء بوزارة الفلاحة واستفسرنا عن جديد قطاع تربية الأحياء تقول قطاع تربية الأسماك يسجل سنويا إنتاج معدل في حدود 2700 طن علما وان إنتاج الصيد البحري إجمالا يبلغ 100 ألف طن سنويا وقد سجلنا هذه السنة إلى موفى شهر جوان الماضي إنتاج 1631 طن من الأحياء المائية ومن المتوقع أن يبلغ الإنتاج 3900 طن مع نهاية السنة خاصة أن نسبة الإنتاج ترتفع في النصف الثاني من السنة وتمثل تربية الأسماك نسبة 3,7 بالمائة من الانتاج الجملي للصيد البحري وتضيف محدثتنا استهلاك الأسماك المرباة يتضاعف بشكل كبير في فترة الراحة البيولوجية خاصة في الجهات التي توجد فيها مشاريع تربية الأسماك فالمواطن في هذه المناطق ينتقل على عين المكان بحثا عن شراء سمك طازج خرج لتوه من البحر ويمكن أن يحصل من هذه الأحواض على سمك القاروص والوراطة وهي أكثر الأسماك التي يمكن التحكم في دورتها الطبيعية من مرحلة التبويض إلى مرحلة النضج كما أن تربيتها مضمونة وتوجد في تونس 2 مفرخات للقاروص والوراطة في هرقلة وهي تنتج من 9 إلى 10 آلاف طن «فرخ» وتوجد أيضا في بوغرارة (جربة) وتنتج 2 ملايين «فرخ» وإلى جانب القاروص والوراطة يقع إنتاج المحار وبلح البحر لكن الانتاج محدود ولا يتجاوز 200 أو ال250 طن . قريبا تربية الكروفات وتتم تربية هذه المنتوجات في بحيرة بنزرت وهي تتطلب مناخا وظروفا خاصة وخاصة الظروف المناخية لذلك فإن تربيتها تعتبر صعبة نوعا ما وهو ما يفسر الإنتاج المحدود للمحار وبلح البحر ومن جهة أخرى فإن عادات التونسي في الأكل تبين أن التونسي أكثر إقبالا على الأسماك من الأصداف وهذه الاخيرة لم تدخل في عاداتنا الغذائية اليومية بشكل كبير وتضيف «وحاليا تتجه النية إلى تنويع إنتاج الأصداف ولكن تربيتها ستكون مباشرة في البحر لضمان نوعية جيدة لأن تربيتها في البحر تعطيها نفس الظروف الطبيعية التي تعيش فيها وإضافة للأصداف وبحكم الإقبال على الكروفات ستدرج تربية الكروفات خلال هذه المشاريع قريبا وخلال مشاريع أخرى جديدة لازالت في طور الدرس.» الأقفاص العائمة وتوضح السيدة نجيبة الميساوي أن تربية الأحياء البحرية تتم بطريقتين إما في الأقفاص العائمة في الماء أو في الأقفاص القابلة للغمر وهذه الأخيرة تستعمل خاصة في الطقس المتقلب إذ يقع غمر القفص في الماء طيلة فترة تهاطل المطر بهدف حماية الأسماك ثم يرجع القفص ليطفو على السطح وقد انطلقت تربية الأسماك في الأحواض من خلال مشاريع بعثت في هرقلة وحاليا يتم اعتماد الأقفاص العائمة وتوجد هذه الأقفاص في 3 ولايات وهي سوسةوالمنستير والمهدية وهي مشاريع تنتج كميات هامة مثلا مشروع المنستير ينتج تقريبا ألف طن سنويا. أنواع جديدة ومع اكتساح الأسماك التونسية للأسواق العالمية سيتم العمل على تنويع المنتوجات البحرية بهدف إنتاج أنواع أخرى مثل السبارس والباندازو أو «المعزة» والدنديق والميرو (المناني) وكذلك الصفراية إلى جانب الكروفات وهي أنواع مطلوبة في الأسواق المحلية والعالمية وتصدر بلادنا كميات من هذه الأسماك تقدر ب300 إلى 400 طن في السنة من نوعي القاروص والوراطة ولا بد من الإشارة أن المحار التونسي مطلوب جدا في التصدير نحو بلدان كثيرة مثل إيطاليا وفرنسا واسبانيا وكندا وتصدر المنتوجات التونسية لبعض البلدان الأمريكية