استأثر حدث إعلان الرئيس زين العابدين بن علي عن برنامجه الانتخابي في خطاب افتتاح الحملة الانتخابية الرئاسية والتشريعية 2009 يوم الأحد الماضي باهتمام كبير من قبل مراسلي ومبعوثي وسائل الإعلام الأجنبية والعربية التي خصصت له حيزا هاما ضمن نشراتها. وقد تناولت وكالات الأنباء العالمية هذا الحدث في تحاليل إخبارية أبرزت فيها الأبعاد السياسية الهامة لخطاب سيادة الرئيس وما تضمنه من أهداف لتحقيق مزيد الإصلاحات السياسية والاقتصادية والعمل على توسيع الحريات والديمقراطية في البلاد. وتوقفت وكالات الأنباء بالخصوص عند تأكيد رئيس الجمهورية على أن المسار الديمقراطي في تونس يتقدم بثبات وعلى ان تكون الفترة القادمة مرحلة دعم اكبر للأحزاب السياسية ولصحافتها وصحافة الرأي بصورة عامة وهو ما أبرزته بالخصوص الوكالة الأمريكية للأنباء اسوشيتد براس . وتعرضت إلى هذا الموضوع الوكالة الفرنسية فرنس براس التي أبرزت بدورها حرص سيادة الرئيس على توفير كل ضمانات الشفافية والنزاهة للانتخابات وإتاحة مواكبة سيرها لمن يرغب في متابعتها من البلدان الشقيقة والصديقة مذكرة بمبادرة الرئيس زين العابدين بن على بإحداث مرصد وطني لمراقبة الانتخابات يضم شخصيات معروفة بكفاءتها ونزاهتها واستقلاليتها. وأوردت الوكالة الفرنسية في نفس السياق المعاني السياسية في خطاب سيادة الرئيس من ان الانتخابات عنوان نضج وحضارة ومظهر من مظاهر سيادة الشعب وهي التعبير الراقي عن السلوك الديمقراطي وعن الوعي بواجبات المواطن وحقوقه . ومن جهتها نقلت الوكالة العالمية رويترز مقتطفات من خطاب رئيس الدولة مبرزة حرصه على بذل مزيد من الجهود لتطوير أداء الإعلام في تونس وتنويعه حتى يتطرق إلى المواضيع بأكثر جرأة. كما اهتمت الوكالات العالمية في تقاريرها بما بينه الرئيس زين العابدين بن علي من ان انتخابات 25 أكتوبر 2009 ستشكل مناسبة لترسيخ تعدد الترشحات للرئاسة وتعدد الألوان السياسية في الانتخابات التشريعية فضلا عن التعهد بتعزيز مقومات الديمقراطية المحلية وتوسيع مجالات الشراكة بين الدولة والمجتمع المدني. وفى جانب أخر من محاور الاهتمام بمضامين الخطاب أوردت وكالة رويترز تأكيد سيادة الرئيس على إتاحة مزيد من فرص العمل أمام الشباب من خلال تغطية الطلبات الإضافية للسنوات الخمس القادمة بإحداث 425 ألف موطن شغل بما يقلص نسبة البطالة بنقطة ونصف مع نهاية الفترة. ونقلت الوكالة أيضا ما أكده سيادة الرئيس من أن شعار الخماسية المقبلة سيكون لا أسرة تونسية دون شغل أو مورد رزق لأحد أفرادها على الأقل قبل 2014 إضافة إلى تحقيق مستوى أفضل لمعدل الدخل الفردي ليبلغ 7 آلاف دينار. وتناقلت الوكالات العربية المغاربية نفس هذه المعاني الواردة في خطاب افتتاح الحملة الانتخابية مبرزة حرص سيادة الرئيس على أن تبقى تونس منحازة إلى قضايا السلام والأمن في المنطقة وفى العالم وفى مقدمتها القضية الفلسطينية ومزيد دعم أسس التعاون والشراكة مع مختلف فضاءات انتماء تونس الإقليمي عربيا ومغاربيا وإفريقيا وإسلاميا ومتوسطيا ودفع علاقاتها مع دول القارتين الأسيوية والأمريكية.