أخبار تونس - تمتاز بلدان شمال إفريقيا و الشرق الأوسط بمناطق صحراوية شاسعة وقليلة السكان وتعرف هذه المناطق الصحراوية الواسعة بنهارها الطويل طول السنة، وتتمتع بمزايا خارقة تصلح لإستغلال الطاقات النظيفة بما في ذلك طاقة الريح وطاقة الشمس. وفي هذا الإطار ، انتظمت أمس الاثنين بالضاحية الشمالية لتونس العاصمة ندوة دولية حول “الطاقة النظيفة للصحراء كرهان للتعاون الإقليمي وللإتحاد من أجل المتوسط”. وشارك في هذا اللقاء الذي انتظم ببادرة من المنظمة الألمانية “كونراد ادنوار ستيفتنغ” بالتعاون مع مركز المسيرين الشبان التابع للاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية ونادي روما وخبراء من ألمانياوتونس والمغرب وبحث هذا اللقاء سبل الاستفادة من الإمكانات المتوفرة لبلدان البحر الأبيض المتوسط في مجال الطاقة الشمسية في إطار مشروع “ديزارتاك”والقدرات الإنتاجية لتونس في هذا المجال. وأكد السيد “ماو شاون” رئيس نادى روما أن مشروع “ديزارتاك” الذي انطلق منذ شهر جويلية المنقضي ببادرة من المؤسسة التي تحمل نفس الإسم، يهدف إلى بعث شبكة للطاقة مرتبطة فيما بينها ويتم تغذيتها من قبل محطات للطاقة الشمسية من المغرب إلى العربية السعودية. كما بين أهمية تنشيط التعاون الطاقي ما بين بلدان البحر الأبيض المتوسط من خلال انجاز مشاريع حقيقية في مجال مقاومة الاحتباس الحراري والطاقات المتجددة. ومن جهته ،أعرب السيد بن عيسى عيادى، مدير عام الوكالة الوطنية للتحكم في الطاقة انخراط تونس الكلي في مشروع “ديزارتاك” مبينا أنه تم تحديد عدد من المواقع لتركيز محطات لتوليد الطاقة الشمسية. وتبلغ التكاليف المرصودة لإنجاز هذا المخطط الشمسي التونسي و الذي سيتم تنفيذه خلال الفترة 2010-2016 ،4 مليار دينار. ويتضمن هذا المخطط إنجاز 40 مشروعا منها 17 مشروعا موجهة إلى السخانات الشمسية للماء والتبريد وتجفيف المنتوجات فضلا عن تطوير إنتاج الكهرباء باعتماد الطاقة الشمسية إلى جانب ثلاثة مشاريع لإنتاج الطاقة باعتماد طاقة الرياح. وستعمل الشركة التونسية للكهرباء والغاز في هذا الإطار على انجاز مشروع نموذجي عبر تركيز محطة بطاقة 25 ميغاواط سيدخل حيز الإنتاج ابتداء من سنة 2013 . ويذكر أن تونس من البلدان التي بادرت باستعمال الطاقة الشمسية من خلال اعتماد برنامج “المخطط الشمسي التونسي” وذلك ضمن التمشي الذي شرعت فيه منذ عدة سنوات في تطوير موارد الطاقة وتعصيرها بما يتماشى مع النظم البيئية السليمة وغير الملوثة للطبيعة. و يرمي المخطط الشمسي التونسي إلى انجاز 40 مشروعا في إطار شراكة بين القطاعين العمومي والخاص للفترة (2010 – 2016). كما احتضنت تونس يوم 21 أكتوبر الماضي اجتماعا حول التكنولوجيا الجديدة للطاقة الخضراء ، نظمه البنك الدولي والبنك الإفريقى للتنمية، لوضع خطة ترمى إلى الاستثمار في إنتاج الطاقة الشمسية في منطقتي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في ديسمبر المقبل، وتتضمن هذه الخطة مضمونا يتعلق بتقديم ” صندوق التكنولوجيا النظيفة” لقرض بشروط مشجعة قدره 750 مليون دولار امريكى تأييدا للدول في منطقتي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في تنفيذ مشروع تطوير وإنتاج الطاقة الشمسية.