قطع مشروع استغلال الصحراء التونسية لانتاج الكهرباء الشمسية مرحلة جديدة بورشة العمل التي احتضنتها مدينة العلوم بالعاصمة مؤخرا حول اطلاق «الشبكة الأكاديمية للبحث في تكنولوجيا الصحراء» والتي سوف توفر اطارا علميا وقانونيا لتطوير الأبحاث والحلول في ميدان الطاقة الشمسية. وكانت الشروق قد تعرضت منذ بضعة أشهر الى هذا المشروع الذي انطلق ببادرة من مستثمرين ومعاهد أبحاث أوروبية وخصوصا ألمانية تهدف الى تطوير أنظمة عصرية لاستغلال الطاقة الشمسية في الصحارى في توفير الطاقة لدول حوض المتوسط في اطار مشروع أطلق عليه اسم «ديزارتك». وفي هذا الاطار تولت «ديزارتك» الاتصال بمؤسسات انتاج الكهرباء في دول شمال افريقيا لتطوير المشروع والوصول الى مرحلة انتاج نسبة هامة من حاجة دول حوض المتوسط وأوروبا من الكهرباء. ورغم أن بلادنا تملك عدة مشاريع أبحاث لاستغلال الطاقات البديلة ومنها الطاقة الشمسية فان مثل هذا المشروع الذي يحمل معه باحثين متميزين على المستوى العالمي واستثمارات مالية ضخمة لقي ترحيبا تونسيا كبيرا على كل المستويات. وفي تونس، يعد المجلس الاستشاري الوطني للبحث العلمي والتكنولوجيا الذي تم احداثه عام 2002 العمل على تطوير مشروع الاستفادة من الطاقة الشمسية والتعاون مع مؤسسة «ديزارتك» منذ أكثر من عام بما مكن من تنظيم هذه الورشة الذي حضرها عدد هام من الباحثين المتخصصين. وخلال ورشة العمل، كانت أكثر العبارات ترديدا هي أن «الصحارى تتلقى في 6 ساعات ما تستهلكه البشرية من طاقة في عام كامل» للتعبير عن الكميات المهولة من الطاقة الشمسية الموجودة في الصحارى، ومنها الصحراء التونسية التي تمثل ما لا يقل عن 40 بالمائة من مساحة البلاد. ويزداد سحر هذه العبارة بالنظر الى أسعار النفط في العالم والى العجز التجاري الذي تعانيه البلاد التونسية في هذا المجال، والى امكانية تخفيض اعتماد تونس على الطاقة النفطية تدريجيا نحو طاقة نظيفة وذات قدرات تشغيل كبيرة. كما أن تطبيقات الطاقة الشمسية متنوعة وتبدأ بانتاج الكهرباء لتصل الى تحلية المياه. وفي ورشة العمل، استعرض السيد رفعت الشعبوني كاتب الدولة المكلف بالبحث العلمي جهود الدولة في تطوير الطاقات البديلة ومنها المخطط الشمسي 2010- 2016 وكذلك احداث وحدة متخصصة في الطاقات البديلة بالشركة التونسية للكهرباء والغاز منذ قرابة عام بالاضافة الى تطوير الأبحاث في هذا المجال صلب مركز البحوث وتكنولوجيا الطاقة بالقطب التكنولوجي ببرج السدرية. وتبعا لعدة دراسات رسمية فان الدولة التونسية تهدف الى رفع اعتمادها على الطاقات البديلة الى مستوى 90 بالمائة في أفق عام 2050، وهو ما يجعل مشروع «ديزارتاك» مثيرا للاهتمام لذلك تم ربط الصلة مع «الشبكة الأكاديمية للبحث في تكنولوجيا الصحراء» التي سوف يكون مقرها تونس. ويقول السيد المولدي ميلاد أحد أعضاء المجلس الاستشاري الوطني للبحث العلمي والتكنولوجيا وأحد المساهمين في مؤسسة «ديزارتك» أن هذه الشبكة الأكاديمية ستمثل فضاء لتبادل الأبحاث والدراسات وتطوير الشراكة على الميدان.