أخبار تونس- يتجاوز معدل الطاقة الشمسية التي تتلقاها المناطق الصحراوية في ظرف ست ساعات ما تستهلكه البشرية على امتداد سنة كاملة ونظرا لتوفر البلاد التونسية على مساحات شاسعة من الأراضي الصحراوية، يعمل المجلس الاستشاري الوطني للبحث العلمي والتكنولوجيا منذ سنة بالتعاون مع مؤسسة “ديزارتاك” على إطلاق شبكة يكون مقرها تونس وتجمع بلدانا من أوروبا والشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ولتسليط الضوء على مستجدات هذا العمل المشترك، التأمت يوم الاثنين 28 جوان بمدينة العلوم بتونس ورشة عمل حول” إطلاق الشبكة الأكاديمية للبحث في تكنولوجيا الصحراء” بإشراف السيد رفعت الشعبوني كاتب الدولة المكلف بالبحث العلمي ومشاركة عدد هام من الجامعيين والباحثين من مؤسسات دولية متخصصة. وتتطلع الشبكة التونسية-الألمانية إلى تطوير البحوث لتغطية الحاجيات من الكهرباء بتوظيف الطاقة الشمسية بالمناطق الصحراوية وأيضا طاقة الرياح وتلك المتولدة عن المياه عبر اقتراح حلول مندمجة للتحديات الهامة المنتظرة خلال السنوات القادمة والمتعلقة بالخصوص بندرة المياه والطاقة إلى جانب المتغيرات المناخية. ووفقا لما بينه السيد المولدي ميلاد عضو المجلس الاستشاري الوطني للبحث العلمي والتكنولوجيا ومؤسس شريك ل”ديزارتاك” فسيتيح هذا المشروع البيئي تغييرا كليا للمعادلة الطاقية بتحويل 90 بالمائة من استهلاك الطاقة الأحفورية إلى طاقة متجددة في أفق 2050، مؤكدا كذلك أن هذه الشبكة الأكاديمية ستمثل فضاء للتشاور وتبادل الخبرات والشراكة مع مؤسسات بحث ذات صيت دولي. ويذكر أن تونس قد اعتمدت منذ 20 سنة سياسة طاقية تستجيب لمقتضيات التنمية المستديمة ويعتبر المخطط الشمسي للفترة 2010-2016 والوحدة المختصة في الطاقات المتجددة المحدثة سنة 2009 ضمن هياكل الشركة التونسية للكهرباء والغاز فضلا عن أنشطة مركز البحوث وتكنولوجيا الطاقة التابع للقطب التكنولوجي ببرج السدرية، من بين أهم الآليات الطاقية المعتمدة حسب كاتب الدولة المكلف بالبحث العلمي، الذي دعا بالمناسبة إلى الاستفادة من المكاسب المؤسساتية والتشريعية التي تحققت للقطاع، من خلال تركيز مشاريع صناعية كفيلة بتوفير مواطن الشغل.