أخبار تونس - يشكّل العمل البلدي رافدا مهما في التنمية الجهوية والمحلية لذلك توليه تونس عناية فائقة بما اتخذته من مبادرات في مجال تأهيل إطاره المؤسساتي، وتطوير الإدارة البلدية وتحديث مناهج عملها، ودعم مواردها المالية والبشرية، وترسيخ اللامركزية باعتبار العمل البلدي فضاء للديمقراطية المحلية ولإشاعة قيم المواطنة والحس المدني والتطوع من أجل الصالح العام. ويشار إلى أن النتائج الإيجابية التي أثمرتها الإصلاحات المنجزة في مجال تأهيل الإدارة البلدية ومزيد تقريبها من المواطن، تؤكد حرص تونس على تأمين مقومات البيئة السليمة والتنمية المستديمة وجودة الحياة، لكل المتساكنين وفي سائر المدن والأرياف. وفي هذا السياق خصص اجتماع مجلس بلدية تونس المنعقد يوم الأربعاء لتقييم الجهود المبذولة في مجال النظافة ومراقبة برامج الجودة بمختلف الدوائر البلدية فضلا عن المصادقة على ميزانيتي الوكالة البلدية للتصرف والوكالة البلدية للخدمات البيئية لسنة 2010 والمقدرة على التوالي بنحو 6 ملايين و220 ألف دينار و3 ملايين و410 ألف دينار. كما تركز العمل البلدي في المجال على مراقبة سير برامج الجودة بهدف تحسين الخدمات وتطوير طرق رفع الفضلات بتشريك المواطن. وشملت هذه العملية بالخصوص مناطق المنزه وسيدي حسين والوردية ومن المنتظر أن تستمر لتشمل مناطق بلدية أخرى. وأوضح رئيس بلدية تونس أن أهم انجاز في ميدان النظافة هو مشروع الوكايل الذي شارف على الانتهاء ولم يبق منه سوى قسط أخير يتمثل في تهيئة منطقة مدق الحلفاء بالعاصمة الذي يضم نحو 56 مسكنا. وأضاف أن اقتسام الأدوار بين البلدية ومختلف الأطراف المتدخلة في ميدان النظافة من تجهيز وتطهير وغيرها قد أثرى نشاط البلدية وساهم في تخفيف العبء عليها وتحسين نوعية التدخلات حيث انطلقت بلدية تونس في تنفيذ منظومة متكاملة بالاتفاق مع مصالح وزارة البيئة والتنمية المستديمة تتولى بموجبها الوزارة توفير معدات النظافة وحماية المحيط. وتداول المجلس البلدي في جانب آخر مسالة تسمية الأنهج وترقيم المحلات التي كانت محل عناية رئيس الدولة في الآونة الأخيرة حيث تم إحصاء 3370 نهجا مرقما منها 424 نهج تمت تسميتها. ولئن كانت النظافة مسؤولية مشتركة بين كل المتدخلين وتتحمل فيها البلديات القسط الأكبر اعتبارا لطبيعة مهامها، فإن المواطن مطالب بالمشاركة النشيطة في الجهود الرامية إلى ضمان ديمومة حقه في العيش في محيط نظيف وسليم . وهذه المشاركة تقتضي منه الالتزام بواجبات المواطنة والسلوك المتحضر، واحترام القوانين والتراتيب البلدية، والمحافظة على ما تحقق في مدينته من مكاسب وإنجازات .