يتعين على مهنيي قطاع النسيج والملابس التونسيين التاقلم مع السلوكيات والعادات الاستهلاكية الجديدة التي أفرزتها الازمة الاقتصادية العالمية من أجل تجاوز ما رافقها من صعوبات ظرفية وضمان تحقيق انطلاقة قوية للقطاع.ذلك ما اكده المشاركون في ملتقى حول “قطاع النسيج الملابس... الظرفية والافاق” الذى نظمته اليوم الخميس بتونس الجامعة التونسية للنسيج والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية بالتعاون مع مركز النهوض بالصادرات والمركز التونسي للنسيج وبرنامج تعصير الصناعة.وبينوا انه من الواضح اليوم ان المستهلك الذى كان قبل الازمة يبحث عن “التفرد” و”التغيير الدائم” اصبح ينتهج في ظل الصعوبات الاقتصادية تمشيا اكثر رصانة من خلال “الاستهلاك اقل ولكن بجودة افضل” ووترصد لتخفيضات والتوجه نحو مسالك البيع البديلة مثل الملابس المستعملة والبيع على شبكة الانترنات. واشار السيد عفيف شلبي وزير الصناعة والطاقة والمؤسسات الصغرى والمتوسطة لدى افتتاحه لاشغال الملتقى ان ثقافة المؤسسة تتطلب دراية تامة بالاسواق وبشبكة الشركات فضلا عن ملاءمة المقاربات الاستراتيجية فى مجال التزود الخارجي. واضاف الوزير انه رغم الظرف العالمي الصعب فان قطاع النسيج الذى تخطى مصاعب شتى واصبح قطاعا واعدا فى الاستراتيجية الصناعية العشرية 2007 / 2016 قد اثبت قدرة فائقة على الصمود وامكانيات واسعة للتجديد والمواكبة. وذكرت السيدة افلين شاباليي مديرة الدراسات الاقتصادية والاستشرافية فى المعهد الفرنسي للموضة فى ذات السياق ان السلوكيات الجديدة للمستهلك تفرض على الصناعيين فى قطاع النسيج والملابس تعديل وجهة الانتاج نحو المواد التقليدية ذات الجودة الطيبة التى تحترم مقتضيات البيئة وصحة المستهلك. ولاحظت ان هذا التمشي يتطلب ابراز المزايا التفاضلية فى مجالات الاسترسال والشفافية والمناولة وعامل القرب مشيرة الى ان تونس التى تتواجد على مقربة من الاتحاد الاوروبي اغنى سوق فى العالم قادرة على الاضطلاع بدور هام فى كسب هذه التحديات. واجمع المشاركون على توجه الموزعين ومسدي الاوامر على تنويع مصادر التزويد والتركيز على الاسواق القريبة وهو ما يبشر بمستقبل واعد للسوق الاوروبية فى مجالات التنمية المشتركة وصيغ التكامل والشراكة المربحة للطرفين.