أخبار تونس- عهدت تونس إلى مكتب الدراسات العالمي “Roland Berger بإنجاز دراسة إستراتيجية لتطور القطاع السياحي في أفق 2016 ” للتأقلم مع المتغيرات الكبيرة التي تشهدها السياحة العالمية في السنوات الأخيرة. وأظهرت الدراسة أن السياحة التونسية تعاني من عدة إشكاليات منها: - “موسمية” القطاع الذي تمتد فترة ذروته بين شهري ماي وأكتوبر - هيمنة المنتوج الشاطئي - محدودية أنماط الإيواء (إيواء فندقي بالأساس) - تقادم الوحدات الفندقية - التبعية المطلقة لوكالات الاسفار الأوروبية كما أشارت الدراسة إلى أن الترويج للوجهة التونسية يعد نقطة ضعف السياحة التونسية بسبب تواضع الميزانية المرصودة للترويج السياحي والتي لم تتعد قيمتها 27 مليون يورو سنة 2009 مقابل 49 مليون يورو في المغرب و82 مليون يورو في تركيا. توصيات الدراسة الإستراتيجية أوصت دراسة مكتب ” “Roland Berger بتركيز الجهود على تحقيق 4 أهداف رئيسية تتمثل في تحسين العرض وحفز الطلب ودعم التنافسية واستدامة القطاع. 1. تحسين العرض: أكدت الدراسة أهمية تحقيق الجودة الشاملة وتنويع المنتوج وأنماط الإيواء وتركيز الإشهار على المنتجات المجددة والنهوض بالتنشيط وتأهيل العرض ومراجعة المقاييس المعتمدة حاليا في تصنيف النزل والتحفيز وآليات المراقبة. 2. تحفيز الطلب: اقترحت الدراسة وضع خطة لتثمين المنتوج السياحي المحلي ومختلف مكوناته واعتماد برامج ترويج طموحة وتنمية السياحة الداخلية. 3. دعم التنافسية : أوصت الدراسة إلى ضرورة دعم التموقع في الأسواق القريبة وتعزيز حضور السياحة التونسية على شبكة الإنترنت. 4. استدامة السياحة التونسية: أوصت الدراسة بملاءمة الحوكمة السياحية مع المتطلبات الجديدة للقطاع، وإعادة صياغة أنماط التكوين وإدراج إشكاليات التنمية المستديمة في الاستراتيجيات المستقبلية. يذكر أن تنفيذ مختلف المشاريع المدرجة في الإستراتيجية تمتد من جويلية 2010 إلى ديسمبر 2016 وقد رصدت الدراسة ميزانيات وحددت جداول زمنية لتنفيذها وتم تحديد نحو 20 نشاطا ذا أولوية وإقرار حوالي 160 إجراء . برامج تنفيذ الإستراتيجية السياحية يمثل ميثاق الجودة “ياسمين” والتشجيع على التجديد وتنويع أنماط الإيواء السياحي من أهم البرامج التنفيذية المقترحة لتطوير السياحة التونسية إلى جانب تكثيف الشراكات الجوية واعتماد مقاربة تسويق حسب كل بلد ووضع سياسة جديدة لتنظيم تظاهرات كبرى بتونس مرتبطة بالرصيد السياحي والثقافي للبلاد مع العمل على تنويع مصادر التمويل. كما سيتم في هذا الصدد التوقيع على “ميثاق إستراتيجية 2016′′ وهو بمثابة حصيلة تأليفية بنتائج الدراسات التي أعدت خلال السنوات الماضية حول القطاع. ويشمل البرنامج تنظيم الإطار المؤسساتي ووضع هيكلة مشروع صلب وزارة السياحة وإعادة صياغة التكوين المهني السياحي وإعادة هيكلة الوضعية المالية للسياحة التونسية. وستتركز الجهود على تقييم سلامة الوضعية المالية للفنادق وتأهيل النزل التي تمر بصعوبات وملاءمة السياحة مع الانتظارات الجديدة للحرفاء وتكثيف استعمال تكنولوجيات المعلومات والاتصال الحديثة وإعادة صياغة الموقع الالكتروني للديوان الوطني للسياحة التونسية حول 3 فضاءات وإرساء الحوكمة الالكترونية وتعزيز التكوين في السياحة الالكترونية.