أكد السيد أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري في لقاء صحفي عقده بعد ظهر يوم الثلاثاء بمطار تونسقرطاج قبيل مغادرته تونس، متانة الروابط الأخوية التي تجمع بين مصر وتونس، مبرزا حرص قيادتي البلدين على إرساء تعاون ثنائي متين وفاعل وتطابق وجهات نظرهما بخصوص مسألة الشرق الأوسط والأوضاع الإقليمية والدولية. وقال أبو الغيط الذي ترأس وفد بلاده في الدورة 12 للجنة التشاور السياسي التونسية المصرية إن "من يتابع التقدم الذي أحرزته تونس في الوقت الراهن يقف على ما حققته من إنجازات ومكاسب"، مبرزا "الخطوات الهامة التي قطعتها كل من تونس ومصر في مجالات التنمية الاقتصادية والنهوض بمستوى التعليم وتحسين مستوى الخدمات الاجتماعية لفائدة المواطن". وعبر الوزير المصري عن الشرف الذي ناله باستقباله يوم الثلاثاء من قبل الرئيس زين العابدين بن علي، معربا عن ترحيبه بالمقترح الذي تقدم به سيادته بخصوص إقامة تعاون تونسي مصري لتقديم المساعدة الفنية للبلدان الافريقية. وأوضح أنه سينقل هذا المقترح إلى الرئيس حسني مبارك. وأضاف أنه أبلغ الرئيس بن علي دعوة من الرئيس مبارك للمشاركة في القمة الاقتصادية العربية بشرم الشيخ التي ستعقد خلال شهر جانفي الجاري. وعلى صعيد آخر أبرز السيد أحمد أبو الغيط توافق رؤية قائدي البلدين بخصوص مسألة الشرق الأوسط والوضع العربي عامة، مثمنا في هذا الصدد موقف الرئيس بن علي الذي يحث الفلسطينيين على ضرورة تحقيق المصالحة. وقال "إنها رؤية صائبة تماما" باعتبار أن المصالحة هي الباب الحقيقي لتجاوز كل المشاكل القائمة على مستوى الساحة الفلسطينية الداخلية. وأشار من ناحية أخرى إلى أن مصر تنظر بكثير من القلق إلى الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة مؤكدا أن المسؤولية تقع على دولة الاحتلال وأن كل ما تعرضت له عملية السلام تتحمل وزره إسرائيل داعيا حكومة تل أبيب إلى القبول بوقف الاستيطان كمنطلق للعودة للمفاوضات. وشدد وزير الخارجية المصري على أن الولاياتالمتحدةالأمريكية مطالبة بالتأثير على إسرائيل وأن تقدم من المبادرات ما يفتح الطريق أمام العودة للمفاوضات. وفي ما يتعلق بالاستفتاء حول مسألة انفصال الجنوب في السودان أكد السيد أحمد أبو الغيط أن مصر تقيم علاقات وثيقة مع كل من الجنوب والشمال، ملاحظا أن على الطرفين تجنب الوقوع في فخ الصدامات المسلحة وإثارة التوترات بينهما والعمل في المقابل على تحقيق علاقة متميزة تقوم على الوئام وخدمة المصالح المشتركة. ويذكر أنه تم في أعقاب جولة المحادثات بين وزيري خارجية البلدين السيدين كمال مرجان وأحمد أبو الغيط التوقيع على محضر أعمال الدورة 12 للجنة التونسية المصرية للتشاور السياسي المنعقدة بتونس يومي 3 و4 جانفي.