أخبار تونس – انكب عدد هام من المخرجين التونسيين على توثيق أحداث الثورة التونسية لتبقى ذكرى لأجيال قادمة و درسا عالميا عن بلد تحدى الظلم و الاستبداد ونادي بكسر القيود وبالحرية و الكرامة. وتأتي عملية التوثيق لنقل صورة صادقة عن بعض الأحداث المأساوية والانفلات الأمني الذي ساد عقب تنحي الرئيس المخلوع عن السلطة. فقد جاب المخرج محمد الزرن مرفوقا بعدسته شوارع العاصمة حيث تابع اغلب المسيرات التي عمت الشوارع، كما سجل شهادات لشباب من مختلف أنحاء الجمهورية من القصرين وسيدي بوزيد وقفصة ودوز فضلا عن تونس العاصمة على ان يكون جاهزا في موفى فصل الصيف. ومن زاوية أخرى ،تحمل نظرة المخرج الشاب محمد علي النهدي الذي عمل على توثيق انجازات نماذج من كل فئات الشعب حيث تجول بالكاميرا في انحاء الجمهورية ليجمع شهادات ومواقف متباينة وصرح بانه بقدر ما شعر بالنخوة والاعتزاز ازاء أراء أغلب المستجوبين الذين عبروا عن سرورهم لسقوط الطاغية وازلامه فقد ابدى استياء كبيرا من موقف بعض الاشخاص الذين يبدو أنهم كانوا مستفيدين من النظام البائد . وفي هذا الصدد لاحظ محمد علي النهدي ان الهدف من اعداد الشريط هو الكشف عن التباين الطبقي في تونس الذي افرزه الفساد الاجتماعي والمالي للنظام السابق معربا عن الامل في أن تتحقق العدالة الاجتماعية وان تنصف هذه الثورة الفئات المحرومة . بدوره انكب المنتج الحبيب عطية الذي يشرف على شركة سيني تيلي فيلم على انجاز شريط وثائقي رفقة المخرج مراد بالشيخ من خلال توثيق مساحات واسعة من احداث الثورة ويومياتها بالاعتماد على شهادات اشخاص ساهموا فيها من قريب او من بعيد.