تونس 22 جانفي 2011 (وات)- -الديمقراطية وحرية التعبير والعيش الكريم هي مطالب نادى بها الشعب التونسي في ثورة تاريخية شاركت فيها كل قوى المجتمع بما فيها شريحة المثقفين والفنانين من اجل ارساء مناخ حر يزخر بالكفاءات والطاقات الابداعية لتبليغ صوت الشعب وعكس صورة الواقع دون مغالطة والحفاظ على مكتسبات هذه الثورة مسوءولية كل المواطنين بمن فيهم الفنانين للدفاع عن مصلحة الشعب وتاكيد ارادته القوية في تغيير مجرى التاريخ، هذا ما نادى به الممثل القدير لمين النهدي في تصريح له لوكالة تونس افريقيا للأنباء /وات/ حيث اكد انه من موقعه كممثل ومسرحي تعرض الى عدة ضغوطات وتهديدات لكبح صوته عن الوقوف مع الحق من خلال ما تحمله اعماله من نقد لاذع للواقع السياسي والاجتماعي ودعا في هذا الصدد الى الاستثمار الايجابي لمكتسبات ثورة 14 جانفي 2011 وذلك بالتحلي بالانضباط والتفهم والتريث لكي لا نعود الى نقطة الصفر مشيرا الى اهمية التمسك بشروط المصداقية والنزاهة في صلب لجان التحقيق التي تم تشكيلها لمتابعة قضايا الفساد الاداري والاقتصادي وفي خصوص المشهد الثقافي الجديد شدد لمين النهدي على ضرورة الغاء الممارسات الرقابية التي تكبل الفنون والالتفاف حول مطالب كل الفنانين المبدعين الذين كانوا من بين ضحايا النظام السابق واكد الممثل الشاب لطفي العبدلي من جهته انه مازال يصرخ بصوت عال للتصدي لسياسة الاقصاء والتهميش والوقوف بالمرصاد الى كل من يريد التشبث بتركة النظام البائد فالثورة ستتواصل ولن يكون هناك مجال في المشهد الثقافي القادم للصمت الاليم المفروض او ل"صنصرة" الاعمال السينمائية والمسرحية وفي نفس السياق قال الممثل والمخرج الشاب محمد علي النهدي ان الشباب الرائع الذي حمل مشعل الثورة صنع ارادة تاريخية يشهد لها العالم معربا عن تقديره الفائق لشباب الجنوب التونسي الذي أشعل فتيل الثورة وسيعبر كل فنان بطريقة ابداعية عن هذا الانجاز في نطاق الديمقراطية والحرية بكل مسوءولة لاعلاء الافكار التحررية بكل نضج وثبات ومن جهته اكد المخرج السينمائي محمد الزرن ان الثورة مازالت سارية وهي ثورة تاريخية لها خصوصيات وليست كسابقاتها في العالم كما انها ستبقى انموذجا للشعوب على مر العصور بما انها ثورة شعب عانى الامرين لعقود طويلة من حكم استبدادي قمع حريات هذا الشعب بمختلف حساسياته ومكوناته واكد ان ابناء تونس اثبتوا للعالم انهم بثورتهم هذه وبسواعدهم وافكارهم النيرة سيتمكنون من تحقيق غد افضل واجمل لبلادهم وشدد على انه من الضروري الان المحافظة على مكتسبات الثورة التي ستتضاعف يوما بعد يوم وذلك من خلال العمل كل من موقعه لتبقى تونس جميلة تفخر بانجازات مبدعيها من سينمائيين ومسرحيين وفنانين تشكيليين وكتاب ومثقفين واشار في سياق حديثه انه يقوم حاليا برصد نبض الشارع والتوثيق لهذه الثورة واستطلاع اراء التونسيين الذين تمكنوا اخيرا من الخروج للتعبير عن طموحاتهم وتقديم تصوراتهم لنحت ملامح تونس الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية من ناحيته أعلن الحبيب عطية منتج ومسير شركة سيني تيلي فيلم انه بصدد انجاز شريط وثائقي رفقة مراد بالشيخ يوثق للاحداث الجارية حاليا في تونس وللاشخاص الذين ساهموا من قريب او من بعيد في اندلاع الثورة ملاحظا انه متفائل بالمستقبل وبان حرية التعبير ستسود في البلاد على جميع الاصعدة واضاف ان أهل السينما سعداء بالخروج من المازق الذي تردت فيه البلاد داعيا الجميع الى العمل على النهوض بالبلاد وتحقيق الرقي المنشود أما المنشط الثقافي حاتم بوريال فقد ألح على اهمية تجاوز مرحلة التشكيك والمبادرة بتحديد الاولويات لتحقيق الطموحات الاساسية للشعب التونسي مضيفا ينبغي اعادة النظر في موضع التهيئة الترابية ومسألة التوازن الجهوي لاسيما على الصعيدين الثقافي والبيئي حتى يتم تكريس مفهوم الحداثة