في هبة تعاطف غير مسبوقة مع الولاياتالمتحدة غداة تفجير البرجين كتب بعضهم «كلّنا أمريكيون»... وأقيمت بيوت العزاء في كل بقعة من الكرة الأرضية وأحوازها.. طاقم بوش استغل التفجير والتعاطف لتنفيذ سيناريوات معدة سلفا.. فكانت الهجمة على أفغانستان حيث تم تدمير الخراب ثم كان تدمير العراق وزعزعة المنطقة وهو السيناريو الثاني الذي كان عنوانه «فوضى بناء».. فوضى بعد تدمير كل شيء بشرا وحضارة وثقافة ومؤسسات يليه بناء الشرق الأوسط الكبير.. أي إزالة الدول «الفوضوية» المحيطة باسرائيل ليستتب لها الأمن نهائيا وتمتد أطماعها في الأرض والثروات في المنطقة. طاقم بوش نجح في الجزء الأول من الخطة.. فتت الأجساد.. فتت العراق.. فتت ما تبقى من التضامن العربي.. طاقم بوش أرعب الأنظمة العربية وفي المقابل أطلق يدي شارون وكلل رأسه بالثناء على الاغتيال وتصفية الحق الفلسطيني نهائيا.. طاقم بوش لا يتفاوض إلا مع الادلاء والخونة والجواسيس.. ومن الموضوعية الاعتراف بأنه نجح أيضا في تفريخ الحقد وزرع مشاتل وخلايا الغضب والتي لم يترك لها سوى باب العنف والرد بالمثل. أما الجزء الثاني من السيناريو والذي يتعلق بالبناء فإنه فشل حتى في اعادة الكهرباء والماء في العراق. فما بالك بالشرق الأوسط الكبير.. وإذا كان الغاء الحق الفلسطيني وصور العار في المعتقلات جزءا من وسائل اقناع العرب بالاصلاح فلا أظن ان هذا يمنح المحافظين الجدد الحق في اعطاء الدروس.. اكنس قدام بيتك أولا.. لقد حقق طاقم بوش الخراب وارتهن الشرعية الدولية ولا غرابة في أن يشعر كل مواطن في هذه الأرض بأنه في حاجة إلى قنبلة نووية شخصية يدافع بها عن بيته.. صور العار لها وقع عاطفي عنيف ولكنها ليست أكثر بشاعة من كل أنواع الخراب التي لحقت بالعلاقات الدولية وبالشرعية.. وما يعنيه ذلك من اخطار قادمة تهدد الانسانية.. حتى والولاياتالمتحدة تحرز كل يوم تقدما إلى الوراء.. حتى وهي مدانة محليا وعالميا.. مازال العرب صامتون.. مع أنها فرصتهم لحلحلة الحبال التي تلف رقابهم.. أصدقاء بوش انتفضوا ونددوا والعرب صامتون.. ولم يعرب أحد عن «قلقه الرسمي» مما يحدث.. أضعف الايمان أيضا ساكت.. بوش وهو بوش عبّر عن أسفه.. رغم قناعتي بأنه يأسف لافتضاح الأمر وليس للممارسات.. ومع ذلك قالها.. وعودة على بدء لماذا لم يقل عمرو موسى «كلنا عراقيون».. هل يخشى أن يتهمه بعض الاخوة بأنه بعثي.. هذه حقوق الانسان يا عرب.. بدون شرق أوسط كبير.