ينتظر أن تنطلق خلال الأيام القريبة القادمة عملية توزيع بطاقات الاقتراع على الناخبين الذين سيشاركون في الانتخابات التشريعية والرئاسية التي ستجرى يوم 24 أكتوبر القادم والذين يبلغ عددهم أربعة ملايين و700 ألف ناخب. ورغم ان الانتخابات لا يمكن إعدادها وإنجاحها خلال أسبوعي الحملة الانتخابية ورغم ان أحزاب المعارضة تشكو دائما من عدم وجود فضاءات لإبلاغ مواقفها وبرامجها وإيصالها إلى عموم المواطنين فإنها وقبل خمسة أشهر من الموعد التنافسي المقبل لم تنجز برامجها وبياناتها الانتخابية بل أن بعضها لم يحاول إصدار نشريته أو جريدته لإبلاغ مواقفه عبرها على الأقل في أوساط غير واسعة باعتبار أن قراء هذه الصحف الحزبية غير كبير. هذا التشخيص الأولي يجعل المعارضة محجوجة ومقصّرة رغم إدراك الجميع أن انتظام إصدار الصحف عملية مكلفة ولا يمكن تحملها في ظل فقدان الإشهار وضعف المبيعات أو انعدامها لأن الحزب أي حزب، مطالب بعدم الاكتفاء بالمساعدة العمومية لتمويل نشاطه والتعويل على منخرطيه ومناضليه من خلال دفع انخراطاتهم وربما تبرعاتهم رغم أن أكثر من حزب لا يوزع الانخرطات منذ **فترة طويلة. ويبدو أن أوضاع الأحزاب الداخلية تأخذ الأولوية على حساب الاعداد للإنتخابات رغم أن بعض الشخصيات السياسية ترى انه مازال مبكرا الإعلان عن البرامج باعتبار أن المواطن والناخب غير مستعد لهذه الانتخابات التي لم يظهر مناخها بعد. **برامج وبدائل وتعمل في المقابل بعض الأحزاب على إعداد برامجها أو بدائلها في صمت ودون الترويج لذلك في وسائل الإعلام وفي هذا الصدد يقول السيد رشيد خشانة عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي ان الاجتماع الأخير للمكتب السياسي عكف على هذا الموضوع وتمت الدعوة إلى الاعداد السياسي والمادي والتنظيمي للانتخابات القادمة وتم تكليف أعضاء القيادة (20 عضوا) بالاهتمام بالدوائر الانتخابية من حيث تشكيل القائمات وتعبئة الناخبين وإعداد محاور البيانات الانتخابية المتعلقة بخصوصية ا لدائرة. ويتم حاليا إعداد البيان الانتخابي الوطني الذي سيتعرّض إلى كل المحاور الجوهرية انطلاقا من لوائح المؤتمر الماضي الذي حاول صياغة بديل ديمقراطي. كما أعد الحزب دراسة عن البطالة والتشغيل ينوي نشر فحواها خلال الفترة القادمة. ومن جهة أخرى أكدت السيدة خديجة مبزعية عضو المكتب السياسي لحزب الوحدة الشعبية ان الحزب يعمل على إصدار كتيب يتضمن البرنامج السياسي للحزب الذي صادق عليه المجلس المركزي الأخير ليتم توزيعه على المواطنين قبل فترة من الانتخابات. **روزنامة ويؤكد السيد عادل الشاوش عضو الهيئة السياسية لحركة التجديد أن الحركة ضبطت روزنامة تحرّك اعدادا للانتخابات القادمة ليرتفع نسقها تدريجيا باقتراب شهر أكتوبر. وتعقد الحركة اليوم بالمركز الثقافي بسوسة ندورة سياسية حول الانتخابات في ما سيتم عقد اجتماع للهيئة السياسية يوم الأحد المقبل (16 ماي) ستخصص للحديث عن الاعداد للانتخابات القادمة وربما اختيار مرشح الحركة للانتخابات الرئاسية قبل عقد اجتماع المجلس الوطني خلال الشهر القادم. **أولوية المؤتمر ويطغى الإعداد للمؤتمر وترتيب البيت الداخلي على أعمال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي وحركة الديمقراطيين الاشتراكيين بما يجعل الإعداد للمشاركة في الانتخابات عملا مؤجلا لحين انعقاد المؤتمرين رغم أن مواقف الحزبين معروفة وسبق لهما اعداد برامج أو بدائل في انتخابات سابقة وهي تستحق التعديل والتحيين فقط مثلما أكدته مصادر في الحزبين.