تحاصرني الكلمات تدغدغني العبرات تترجاني البسمات وأنا جالس... على بركان الآهات أتأمل الذكريات أنبش في قمامة التاريخ لعلني... أعثر على تأويل... للماضي وما فات الوجع... الوهن الوحل يشدني فمن ينقذني... من... من تلك المطبّات متشرد... أتعقب الاحلام تائه... أعد الأيام سطوا على ذاكرتي اختلطت لديّ الامور وما عدت أفرّق بين الأنام أخاف الخوض في متاهات الحياة ضاق الصدر مني أحلام... أوهام وأصبح القلب مسرحا للآلام هزيمتي كبيرة قضيتي عسيرة وأنا... مازلت أحلم ولم أقلع بعد عن الاحلام مزاجي أنا أصنع تعاستي... من سعادتهم أصنع آلامي من أحلامهم * عبد المجيد الحيوني (تالة) ----------------------------------- عدّل أوتار العود عدّل أوتار العود وغنّ نغمات الدهر أنينْ عدّل أوتار العود وغنّ لحنا للقلب حزينْ واجلس... اجلس اجلس قدّام المرآة وعدّ... عدّ كم مرّ عليك من السنوات وأنت تبحث عن قمح عن خبز عن قطعة فتات عن ابن يلعبُ في ماء البحر الميت أو بين الدجلة والفرات عن فرحة طفل ضائع بين الاحياء والاموات عن ضوء نصر قادح يطلّ من السماوات على العراق على بغداد أو على عرفات وعدْ... عدْ عد إلى بلّور المرآة وامسحْ ما علا وجهك من آهات واسكب ما بقلبك من أنينْ وعدّل... عدّل عدّل أوتار العود وغن ألحان الدهر حنينْ * سلمى اليانقي (صفاقس) ----------------------------------- ذكراك ذكراك... رماح في قلبي، كالجمر المتأجج في دمي، ذكراك... خناجر... في صدري، ذكراك... الى التوّ لم تعبر حياتي، لم تزل تدور في رأسي. وتدبّ في نفسي، غارق في يمّ هواك... يترنّح في دهاليز أعماقي طيفك... موغل في مداك... مازالت تكسو عنقي أخداش أضافرك... مخدّر بمادة وجدك... ولا أدري متى... أستفيق، ولا كيف أمحو من ذاكرتي ذكراك... وأخمد في صدري الحريق، مازال قلبي كما الفراشة يطير شوقا... واشتياقا... للقياك... ويرصّع الحنين فؤادي كما الخواتم بالعقيق، والليل المهموم لي صديق، ولكن... ماذا سوف يعطيني التشوّق غير الاحتراق... والاحراق... غير اللهيب، ماذا سوف يعطيني التحرّق غير زرع لا يصيب، فيا أيتها التي تسكن قلبي ذكراك... هلاّ خرجت قليلا كيْ... ترينني وكيْ أراك... * عبد المجيد الرزقي (وادي الليل) ----------------------------------- أين أنت ؟ أصفك لنفسي ودون أن أدري أجدها تسألني أين من تصفينه بالبراءة وحلاوة الاطفال؟ أفكر فأقول لا أعلم إن كان طيفا أم حقيقة فلعله حقيقة تفرحني وتنير حياتي لدقيقة أم لعله طيف أتى ليمنحني الامل العذب والذكرى الجميلة. * راوية الخالدي (المتلوي) ---------------------------------- الكفاح من أجل البقاء عند نهاية الغابة بدا المطر يكف عن التهاطل، تقشعت الضبابة وتجلت السماء في زرقة مضاءة الجوانب ومالت الشمس عن كبد السماء قليلا ولاح قرصها من بعيد فوق الاشجار الكثيفة كأنه منبثق منها غلي السماء. وفي ذلك الوقت دبت الحركة في الغابة: انطلقت الطيور من فوق الاشجار، وخرج «الضب» الصغير وذلك ليبحث عن غذائه وغذاء صغاره، لكن لا قانون في هذا العالم الصغير، هو عالم تسوده الفوضى، القوي يفتك بالضعيف وكان في تلك الغابة «ضب» يهتم بصغاره كما يهتم بنفسه أو أكثر يخرج في الصباح مع بزوغ الشمس من وراء الجبال ليجلب غذاءه وغذاء صغاره. ماذا لو عاد يوما ولم يجد واحدا من صغاره؟ تنزل دمعته لتروي الجدران الجحر لكنه يظل يكافح في هذه الحياة الصعبة يسأل نفسه، من الذي يدمر ما بناه؟ وذات يوم لم يخرج كعادته. إذا بآكل صغيره ينفخ ريشه عليه لكنه لا يواجهه، يتسلل الى الجحر خلسة يمد عنقه في الجحر ويرجعه إن «الضب» مازال بالقرب من صغاره يشعر هذا بخطر يهدد حياته ويهدد حياة صغاره. ما العمل غير الدفاع عن نفسه؟ فرغم اختلاف الاسلحة وضعف «الضب» المسكين وقساوة الحياة فقد خرج للدفاع عن نفسه وعن مسكنه فاذا بعدوه لا يريده إنما يريد صغاره. نفخت «الأفعى» وتلوت، نظر لها «الضب» تحدّاها حتى الموت فهذه معركة المصير فهي تنفث سمها عليه وهو في دفاع وهجوم مباشر يحاول ضربها بذيله. فوصل المصير بينهما الى جروح حادة ودماء تقطر وأخيرا قفز «الضب الى الاعلى وتذكر في هذه القفزة أبناءه الذين يحاول انقاذهم. وسقط على «الافعى» بضربة حادة بذيله فانقسم جسدها الى نصفين وسقط «الضب» أرضا ولم يتحرك، إنه تعرض الى عضة سامة وفي ذلك الوقت خرج صغاره ففهمنا معنى هذه الحياة فيجب على كل فرد النضال من أجل البقاء وكان أهم مثل لهم. * بثينة الرحماني (قرمبالية) ----------------------------------- ردود سريعة * فاطمة سلقطة : «لا تبكي» ننتظر أفضل منها، دمت صديقة لواحة الابداع وشكرا على مشاعرك تجاه «الشروق». * عماد الدين بنعون سوسة: نسائم الشعر والازمان الجميلة فيهما نفس شعري جميل اكتب لنا مجددا. * السيد العوني القيروان: «الحب والقدر» تكشف عن موهبة شعرية ننتظر نصوصا أخرى منك. * عبد المجيد وادي الليل: «آهات» لم تكن في مستوى نصوصك السابقة مرحبا بك في نصوص أخرى.