أكد رئيس الحكومة المؤقتة مهدي جمعة ،مساء امس الثلاثاء، خلال محاضرة ألقاها بجامعة كولومبياالأمريكية حول الوضع في تونس "أن البلاد تتجه نحو الأفضل، بعد ثلاث سنوات من الضبابية عاشت خلالها توترات اجتماعية واقتصادية". واستعرض جمعة في كلمة أمام عدد من الأساتذة والباحثين والطلبة غالبيتهم من أفراد الجالية التونسية الذين حضروا بكثافة، الأولويات التي تفرض نفسها، في ما تبقي من المرحلة الانتقالية، والمتمثلة في إعادة هيبة الدولة وإعادة الاعتبار لقيم العمل وتكريس علوية القانون واحترامه. وعلى الصعيد الاقتصادي، شدد رئيس الحكومة على ضرورة العمل بالخصوص، وعلى المدى المتوسط، على ترشيد نفقات صندوق الدعم وإصلاح القطاع البنكي من خلال إطلاق حوار وطني. وردا على سؤال يتعلق بموعد الانتخابات القادمة، قال جمعة إن "الحكومة تتولى تأمين الظروف المثلى لهذا الموعد، وتبقى الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، الجهة الوحيدة المخول لها تأمين المسائل المادية واللوجستية". وأكد في هذا الصدد السعي لأن تتم الانتخابات القادمة قبل نهاية السنة الجارية لتأمين رؤية أوضح لكل الأطراف. وتعقيبا على سؤال يتعلق بالتنظيمات الإسلامية في تونس، دعا رئيس الحكومة إلى عدم الخلط بين الأحزاب الدينية والإرهاب مؤكدا أن هذه الظاهرة لا يمكن لها أن تنجح في تونس نظرا لقيم التسامح والانفتاح التي يتميز بها الشعب التونسي. وفي سياق متصل، أكد أن تونس التي لم تكن مستعدة في البداية للتهديدات الإرهابية، تمكنت في ظرف ستة أشهر من تطويق الظاهرة وتأمين الاستقرار السياسي. وحول إمكانية عودة القمع والنظام البوليسي إلى تونس، قال جمعة "إنه مع سلطة القانون"، موضحا في المقابل أن "قوات الأمن مكلفة بحفظ الأمن لا بالقمع". وفي خصوص موقف الحكومة من الوضع في سوريا، أشار مهدي جمعة إلى أن " إدارته تمتلك رؤية سياسية واضحة في هذا الشأن، تقوم على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى". من جهته خلص الأستاذ بجامعة كولمبيا كمال الجديدي، الذي أشرف على إدارة النقاش، إلى القول بأن تونس "لا خيار لها سوى النجاح" معتبرا أن تونس "هي أول الديمقراطيات في المنطقة العربية، بفضل ما تملكه من مقومات النجاح، خاصة في مجال التعليم وحقوق المرأة التي تدعمت بفضل النظرة الاستشرافية لبورقيبة. وحضر المحاضرة وزير الخارجية منجي الحامدي ووزير التعليم العالي والبحث العلمي توفيق الجلاصي وسفير تونس لدى الأممالمتحدة خالد الخياري.