باول: بوش كان يعلم بفظاعات "أبوغريب" بغداد واشنطن (وكالات) قال وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد امس ان زيارته المفاجئة الى بغداد لا تهدف الى تغطية فضيحة سوء معاملة الأسرى العراقيين على ايدي الجنود الامريكيين فيما كشف وزير الخارجية الامريكي كولن باول ان الرئىس الامريكي جورج بوش كان على علم مسبق بانتهاكات سجن »أبوغريب« من خلال التقارير الصادرة عن الهيئات الدولية التي كان يرفعها اليه كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية. وقد وصل وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد ورئىس هيئة الاركان الامريكية المشتركة الجنرال ريتشارد مايرز امس الى بغداد في زيارة مفاجئة لم يعلن عنها مسبقا. وتأتي الزيارة في خضم الضجة الاعلامية التي اثارتها صور تعذيب الاسرى العراقيين في سجن »أبو غريب« غرب العاصمة بغداد واثر صدور دعوات لرامسفيلد الى الاستقالة عقب هذه الفضيحة. ترحيل 650 أسيرا وأدى وزير الدفاع الامريكي زيارة الى سجن »أبو غريب« الذي شهد اعمال التعذيب لكنه اكد انه لا يسعى بذلك الى التغطية على فضيحة سوء معاملة المعتقلين العراقيين هناك. وقال رامسفيلد: »اذا كان هناك من يعتقد انني جئت الى هنا لصبّ الماء على النار فهو مخطئ«. وأضاف رامسفيلد في حديث للصحفيين على متن الطائرة التي اقلّته الى بغداد: نريد الاستماع الى المسؤولين المكلفين بشؤون الاسرى. وزعم رامسفيلد انه »يهمّه كثيرا ان يرى المعتقلين يحظون بمعاملة حسنة وأن يرى الجنود الامريكيين يسلكون سلوكا حسنا وان تشتغل القيادة العامة بشكل جيّد. لكن مصادر عراقية أعربت عن مخاوف حقيقية من الأسباب التي دفعت إدارة سجن »أبو غريب« الى ترحيل 650 معتقلا خلال اليومين الماضيين الى معتقلات أخرى، ولم تستبعد ان تكون اوضاع هؤلاء المعتقلين سيئة حتى ان القيادة الامريكية في العراق تعمّدت إبعادهم عن اعين الوزير وكاميراوات التلفزيون المرافقة له. وقد استقبل السجناء في »أبو غريب« الوزير الامريكي بفتور ومدّ بعض المعتقلين قبضتهم وإبهامهم الى الاسفل كعلامة امتعاض امام رامسفيلد ورفع آخرون أعلاما عراقية ممزقة تعبيرا عن غضبهم. واجتمع وزير الدفاع الامريكي فور وصوله الى بغداد بصورة مفاجئة مع كبار ضباط جيش الاحتلال الامريكي وسط حراسة امنية مشددة. وقد طالبت عدة اصوات باستقالة وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد بوصفه مسؤولا بشكل كبير عما حدث في سجن »أبو غريب«. واعتبر قائد اركان الجيش الفرنسي السابق الأميرال جاك لانكساد انه كان ينبغي على رامسفيلد تقديم استقالته عقب فضيحة التعذيب في »أبو غريب«. باول يبرئ وزارته وكشف وزير الخارجية الامريكي كولن باول انه وبقية كبار المسؤولين في الإدارة الامريكية كانوا يحيطون الرئىس الامريكي جورج بوش علما بشكل عام بمضمون شكاوى اللجنة الدولية للصليب الأحمر وغيرها من الهيئات الدولية حول إساءة معاملة المعتقلين العراقيين على ايدي جنود الاحتلال الامريكي. وقال باول في تصريحات نشرتها صحيفتا »لوس انجلس تايمز« و»واشنطن بوست« الامريكيتان انه كان يبلغ الرئيس بصفة دورية بما يحدث في السجون العراقية وانه نصح الرئىس بوش بضرورة التعامل مع فحوى هذه التقارير. وأضاف باول ان مستشارة الأمن القومي كوندوليزا رايس ووزير الدفاع رامسفيلد كانا يطلعان الرئيس على القلق الذي كانت تبديه هذه الهيئات لكن دون الخوض في التفاصيل«. وكان بوش قد صرّح بأنه لم يعلم بأمر صور الانتهاكات الا من خلال وسائل الاعلام. ورأى ملاحظون ان باول يحاول من خلال هذه التصريحات تأكيد انه ووزارته لم يتجاهلا امر الانتهاكات او التقليل من اهمية تقارير المنظمات الدولية التي وردت على الإدارة الامريكية مع نهاية العام الماضي. وفي تطوّر آخر حذّر خبراء من الربط بين جنرال في الجيش الامريكي يجري التحقيق معه بسبب تصريحات معادية للاسلام والمسؤولين الامريكيين المتورطين في فضيحة تعذيب الأسرى العراقيين. وتم ابلاغ جلسة لمجلس الشيوخ الامريكي بأن الجنرال ويليام بويكين زوّد مسؤولا مدنيا في البنتاغون بتوصيات حول سبل حصول المحققين على مزيد من المعلومات من السجناء العراقيين. ووصلت هذه التوصيات الى حدّ الموافقة على الانتهاكات الجنسية والجسدية التي تعرّض لها السجناء. وقال احد المساعدين في الكونغرس ان اي تورط من جانب بويكين قد يكون له اثر مدمّر، مضيفا »حتى إذا كان قد علم فقط بالانتهاكات فستكون هذه قضية كبرى«.