قاطع عدد من عائلات شهداء الثورة وجرحاها ندوة نظمها اليوم السبت بتونس المرصد التونسي لاستقلال القضاء بالتعاون مع جمعية عائلات الشهداء ومصابي الثورة حول قضايا شهداء الثورة وجرحاها ومسار العدالة الانتقالية . وطالب المحتجون الذين انسحبوا من قاعة الندوة بعد مرور نصف ساعة على انطلاقها الدولة بمحاسبة كل من تورط في قتل وجرح المحتجين الذين خرجوا خلال فترة اندلاع الثورة في مسيرات للتنديد بالنظام السابق. وقال أحد جرحى الثورة محجوب معزون من أكثر الاهانات أنه يتم اتهامنا بأننا لصوص موجها اللوم الى رئيس الجمهورية المؤقت منصف المرزوقي بعدم ايفائه بوعوده تجاه قضية شهداء وجرحى الثورة حسب تعبيره. أما رئيس جمعية شهداء وجرحى الثورة بالقصرين جمال الغرسلي فأكد على ضرورة كشف حقائق أحداث الثورة ومحاسبة كل المتورطين في دماء الشهداء والجرحى قبل اجراء الانتخابات معربا عن خشيته من عودة الوجوه القديمة وعدم تمكن عائلات الشهداء والجرحى من استرداد حقوقهم وفق قوله. من جهته اعتبر رئيس المرصد التونسي لاستقلال القضاء أحمد الرحموني أن ردة فعل عائلات وجرحى الثورة جاء بسبب تأخر مسار العدالة الانتقالية وتناسي هذه القضية الجوهرية في تونس منتقدا ما أسماه ضعف أداء هيئة الحقيقة والكرامة التي غاب ممثلوها عن هذه الندوة بالرغم من الدعوات التي وجهت اليهم . وبخصوص الدوائر المتخصصة التي صدر مؤخرا أمر في احداثها بالرائد الرسمي للجمهورية التونسية أشار الرحموني الى أنه لا توجد أية استعدادات لتنظيم احداث هذه الدوائر. كما أكد أن منظمي الندوة أرادوا اليوم تذكير السياسيين قبل دخولهم غمار الانتخابات بقضية شهداء وجرحى الثورة قائلا لا يمكن أن نعالج القضايا الاخرى في البلاد اذا لم نستطع معالجة قضايا الثورة . وتابع الرحموني هناك الام كبيرة لدى عائلات الشهداء وجرحى الثورة وهناك عدم استجابة لانتظاراتهم من أجل عدالة منصفة ومن أجل المعالجة الانسانية لأوضاع يعيشونها . في المقابل أكدت يمينة الزغلامي رئيسة لجنة يمينة الزغلامي نائبة بالمجلس الوطني التأسيسي أهمية قانون عدد 44 في اعادة محاكمات قضايا شهداء وجرحى الثورة سيما بعد عدم الرضا على الاحكام العسكرية . وأضافت الزغلامي أن هذا القانون نص على عدم المؤاخذة الجزائية عن أفعال الثورة مع التمتع بالعفو التشريعي العام. وفي ما يتعلق بهيئة الحقيقة والكرامة أشارت الزغلامي الى أن هذه الهيئة وبمقتضى القانون ستبدأ فعليا في عملها وفي تلقى الملفات في جانفي 2015 وذلك بعد تركيز ادارتها التنفيذية وفروعها الجهوية. يشار الى أن الندوة العملية التي تتواصل كامل السبت تتضمن مداخلات تتمحور بالخصوص حول دور هيئة الحقيقة والكرامة و اختصاص دوائر العدالة الانتقالية و اليات التعويض وجبر الاضرار و قائمة شهداء الثورة وجرحاها .