ما الذي جرى؟ ذلك هو السؤال الكبير الذي رافق عملية سحب الملف التونسي الخاص بمونديال 2010 ... فالأمور كانت عبارة عن شظايا وصلنا صداها هنا وهناك خاصة بعد ان اتخذ جوزيف بلاتر الطريقة الحربائية في التعامل مع الملفات ومع الأحداث فتارة تراه يؤكد على قدرة تونس وليبيا على انجاح التنظيم المشترك وتارة تراه يفنّد هناك ما قاله هنا ليبقى الغموض مسيطرا على الملف التونسي الليبي المشترك إلى آخر ساعة الاحتضار... احتضار القرار النهائي للفيفا صبيحة اليوم. ولأن تونس ليس لها من عادة ولا من متعة في اختيار طريقة «الحمراء كحلاء» فقد أوصدت الباب أمام رئيس الفيفا ووضعته أمس أمام مسؤولياته في التعامل بأكثر من وجه مع كل الملفات.. فكان قرار السحب الذي جاء شاهدا على ان تونس هذا البلد الصغير قادر على اتخاذ قرار «كبير» في حجم العالم.. وأكبر من الفيفا.. وهو ما ارتعدت له فرائص جوزيف بلاتر لأنه فهم هذه المرة ولو بصفة متأخرة ان تونس لم تدخل سوق المنافسة من أجل تجميل صورتها لأنها بكل بساطة تملك صورة جميلة داخل العالم بأسره.. كما فهم السيد جوزيف بلاتر ان تونس لا ترضى إلا بأدوار البطولة في مثل هذه المناسبات وهي ترفض بشدة ان يضحك على ذقنها بلاتر أو غيره. *ماذا قال بن عمار؟ أكد رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم السيد حمودة بن عمار ان تونس كانت منذ البداية وراء التنظيم المشترك وجهزت نفسها على هذا الأساس ولم تنتظر أن يفرض عليها التنظيم الفردي وأكد ان الأمل كان قائما ولكن بعد أن رفضت اللجنة التنفيذية للفيفا المقترح التونسي الليبي في آخر لحظة لا يمكن لتونس أن تواصل الطريق. وأكد بن عمار ان تونس تحترم اللجنة التنفيذية وتشكر لجنة التفقد التابعة للفيفا التي زارت تونس وأثنت عليها وأضاف: «ان تونس تحترم الآخرين وتحترم كرة القدم العالمية ولذلك تحول رئيس الجامعة إلى مقر الاتحاد الدولي ليشرح وجهة النظر التونسية». أما رئيس الاتحاد الدولي بلاتر فأشار أنه لابد من تحية تونس في سنة الروح الرياضية على روحها الرياضية العالمية وعلى احترام الآخرين ونحن بدورنا نحترم تونس من رئيس الدولة إلى رئيس الجامعة والشعب التونسي. *روح رياضية عالية المعلقون أكدوا ان انسحاب تونس كان نصف مفاجأة لأنها متشبثة بالتنظيم المشترك في حين كان رأي رئيس الفيفا واللجنة التنفيذية مغايرا وأثنى المعلقون على الروح الرياضية العاليةللتونسيين والطريقة الحضارية التي تدخل بها رئيس الجامعة التونسية. في كواليس الاتحاد الدولي لكرة القدم قبل يوم من التصويت والاعلان بصفة نهائية عن البلد الافريقي الذي سينظم مونديال 2010 كانت هناك حركة دؤوبة في كواليس الاتحاد الدولي لكرة القددم وحضرت الوفود باعداد كبيرة جدا إذ رافق الملف المغربي ما يقارب 200 شخص في حين حضر عن جنوب افريقيا حوالي 150 شخصا. *مصر تحتج احتجت مصر على برمجة تقديم ملفها في المركز الأخير بعد المغرب وتونسوجنوب افريقيا وليبيا رغم ان البرمجة تمت بالقرعة. بيكنباور يؤكد مباشرة من مقر الاتحاد الدولي لكرة القدم أكد رئيس لجنة تنظيم مونديال 2006 الألماني فرانس بيكنباور أن ألمانيا ستصوت لجنوب افريقيا وأكد انه كان وعد هذا البلد بصوت ألمانيا منذ الدورة الفارطة وهو عند وعده. *16 صوتا للمغرب بعض الأطراف أكدت ان للمغرب الآن 16 صوتا وأنها ستفوز بحق التنظيم والمعروف أن الذي يتحصل على 13 صوتا يفوز من الدور الأول بالأغلبية ولكن هناك سؤال يطرح وهو أن هذه التصريحات قد تدخل في إطار التأثير السلبي على المنافسين لأن جنوب افريقيا تدعي هي الأخرى أن لها الأغلبية. «المغرب» قبل بلاتر والفيفا المغاربة نزلوا بكامل ثقلهم قبل يوم واحد من التصويت وأكدوا في غرض ملفهم أنهم يريدون أن يدخل كأس العالم في إطار دعم الحوار بين الحضارات وتحديدا بين الشرق والمغرب. وأكدوا ان المغرب كان أول من طالب بمونديال افريقي قبل بلاتر وقبل الفيفا. *بلاتر مراوغ أكد رئيس الاتحاد الدولي جوزيف بلاتر ان التصويت يتم بالعاطفة والعقل معا بعيدا عن الملفات وأكد بعض المحلليين ان بلاتر يقول هذا الكلام حتى يتعاطف البعض مع جنوب افريقيا ويصوت لها تكفيرا عن الذنب ومكافأة لمسيرة رجل ضحى من أجل بلده وهو نيلسون مانديلا وأكد المغاربة والملاحظون أن بلاتر ديبلوماسي ومراوغ بارع.