بإمكانك أن تطمئني، فلن يراك أحد شاحبة بلا مساحيق عند النهوض صباحا، أو لدى خروجك من الحمام أو المسبح.. ما تحتاجينه فقط هو لمسات بسيطة بأنامل مختصة لتحوّلك الى إمرأة جميلة ومشرقة على الدوام.. فهذا الحلم يصبح حقيقة بفضل تقنية الماكياج الدائم (Permanent) التي أصبحت ملاذ الكثيرات من نسائنا من الباحثات عن الجمال دون اضاعة الكثير من الوقت. بخصوص هذه التقنية استأنست «الشروق» برأي أخصائية التجميل المعروفة «نزهة بن صالح» التي تمارسها في صاولنها منذ أكثر من 12 عاما. في البداية تؤكد السيدة بن صالح أن هذه التقنية ليست حديثة في الأصل حيث مارسها المصريون القدامى في عهد الفراعنة ومن ثم انتقلت الى بلاد الصين حيث عرفت تطورا قبل أن تنتشر في كل من أمريكا وفرنسا التي أصبحت من أكثر الدول تطوّرا في استخدام تقنية الماكياج الدائم وفق أحدث الطرق والوسائل. وكان من الطبيعي أن تمتدّ هذه التقنية لتصل الى البلدان العربية، حيث أصبحت في السنوات الأخيرة تلاقي إقبالا كبيرا خاصة في دول مثل مصر ولبنان وتونس. وتشرح هذه الأخصائية هذه التقنية بقولها أنها تشبه نوعا ما طريقة عمل «الوشم» التقليدي المعروف، لكن بوسائل وأشكال أكثر تطوّرا. وتوضح السيدة نزهة بن صالح أن التجميل بهذه الطريقة يشمل تحديد محيط اشفاه ومحيط العينين بالاضافة إلى احداث شامة (بوسة خال) مما يضفي جمالا طبيعيا وإشراقة على وجه المرأة. لكن ذلك لا يعني أنها تغني عن حقيبة المساحيق الأخرى من ظلال للعيون وأحمر الخدود والشفاه وغيرها. جمال طبيعي ودائم وتواصل أنه من مزايا هذه الطريقة هي توفير الكثير من الوقت على المرأة حيث يمكنها الاكتفاء بوضع كريم مرطّب على وجهها قبل الخروج صباحا دون التفكير في قلم الكحل أو قلم تحديد الشفاه. وتضيف السيدة نزهة أن هذه الطريقة باتت تلاقي إقبالا كبيرا بين مختلف الشرائح والأعمار من النساء سواء العاديات أو الفنانات، وهي طريقة مناسبة جدا بالنسبة لبعض النساء خاصة اللواتي يمارسن الرياضة حتى لا يخشين اختلاط المساحيق بالعرق! وتؤكد هذه الأخصائية أن طريقة الماكياج الدائم تتم وفق تقنية تشبه الوخز بالإبر وهي غير مؤلمة كثيرا، كما تعتقد الكثيرات، لأن آلامها خفيفة ويمكن تحمّلها مثلها مثل أساليب التجميل الأخرى مثل إزالة الشعر بالملقط أو بالسكر.. شروط النجاح لكن السيدة نزهة تشدد على ضرورة احترام قواعد النظافة والتعقيم عند القيام بالوخز تفاديا لحدوث أية التهابات خاصة لدى البعض ممن لديهن حساسية مفرطة وقابلية لظهور ما يعرف ب «هاربس» «Herposس حول الشفتين، مع ضرورة استخدام بعض الكريمات المرطبة في الأيام التالية للعملية. وما عدا ذلك فإنه يمكن للمرأة أن تتصرف بشكل عادي كاستخدام الماء والصابون أو الذهاب الى الحمام أو البحر إذ لا يخشى عليه من الزوال. وتفسر السيدة نزهة أن العملية تشمل الطبقات السطحية من البشرة حيث يتم تثبيت اللون في الحصة الأولى مع القيام بحصة ثانية (روتوش) بعد أسبوعين حتى يدوم اللون لأطول مدة ممكنة وهي تتراوح بين سنة أو سنتين، ويختلف الأمر حسب نوع البشرة وسن صاحبتها، فإذا كانت البشرة متشبعة بالماء ونضرة فإنها ستكون أكثر تقبّلا للألوان عكس البشرة الجافة المترهّلة.. وتشير في النهاية الى أن المواد المستخدمة هي طبيعية 100 ولا خوف من نتائجها. وبخصوص كلفتها تقول هذه الأخصائية أنها معقولة حيث تتراوح بين 180 و200 دينار لمحيط الحواجب والفم و20 و35 دينارا بالنسبة للشامة. فنانات لبنان وتؤكد السيدة نزهة أن هذه الطريقة تضفي اشراقة خاصة ومميزة على صاحبتها مشيرة الى أن معظم الفنانات اللبنانيات يلجأن إليها وهو ما يفسّر حضورهن المميز. كما يمكن أن تكون لهذه الطريقة أغراض انسانية ونفسانية تفوق الجانب الجمالي.. حيث يتم اللجوء اليها في بعض الحالات مثلا لدى النساء اللائي يفقدن شعر الحواجب والرموش عقب حادث معين أو بعد خضوعهن لعلاج كيميائي.