سقط أمس عشرات الشهداء والجرحى الفلسطينيين دفعة واحدة حين قصفت الدبابات والمروحيات الصهيونية مظاهرة حاشدة في مخيم رفح الذي يشهد ابادة جماعية للفلسطينيين... واقترف الصهاينة المجزرة الجديدة البشعة التي تدخل في اطار حملة تدمير وتشريد شاملة في منطقة رفح في ظل حالة من التخاذل العربي والاسلامي والتواطؤ الامريكي والغربي مع شارون. وتعتبر مجزرة تل السلطان في مخيم رفح التي تمت بالتوازي مع اعدامات حقيقية ضد الفلسطينيين من بين جرائم كثيرة بشعة في تاريخ الكيان الصهيوني خصوصا وان كل الادلة تؤكد ان جيش الاحتلال سعى الى ايقاع اكبر عدد ممكن من الضحايا واقترف جيش الاحتلال المجزرة الجديدة تحت الاشراف المباشر لقائده «موشي يعالون» وكبار معاونيه. مجازر فوق الوصف وكان حوالي 500 فلسطيني بينهم العديد من طلبة المدارس قد احتشدوا في حي تل السلطان الذي يتعرض منذ مطلع الاسبوع لحملة تدمير وتقتيل جماعيين. وبينما كان الحشد يتقدم باتجاه الحي المدمر والمحاصر اطلقت الدبابات الاسرائيلية عدة قذائف على المتظاهرين مما ادى الى سقوط عشرات الشهداء والجرحى وأكدت مصادر فلسطينية احصاء أكثر من 23 شهيدا ونحو 60 جريحا بينهم عشرات في حالة خطيرة. واشارت حصيلة اخرى الى استشهاد 10 فلسطينيين فقط واصابة اكثر من 50 آخرين بينهم نحو 20 في حالة خطيرة او حرجة. وكان معظم المتظاهرين الذين جاؤوا من رفح المدينة ومن مخيم اللاجئين المجاور من الشبان وطلبة المدارس الذين كانوا في مقدمة المسيرة. ووصلت الى المستشفيات اشلاء وجثامين العديد من الاطفال والصبية وفق المصادر الطبية التي توجهت امس بنداء استغاثة في ظل منع القوات الصهيونية سيارات الاسعاف الفلسطينية من نقل الجرحى والشهداء. وتحدثت مصادر فلسطينية ان استهداف المظاهرة الحاشدة في حي تل السلطان بقصف صاروخي من المروحيات في حين اقر جيش الاحتلال الاسرائيلي بعد ساعات من المجزرة باطلاق قذائف الدبابات ونيران الرشاشات الثقيلة باتجاه المتظاهرين بدفع ان تقدمهم بات «يهدد» الجنود الصهاينة المدججين بالسلاح الذين كانوا بصدد نسف المنازل ومحاصرتها وقنص المواطنين العزل والمقاومين على حد سواء... وزعم جيش الاحتلال ان المروحيات اطلقت صاروخا واحدا ل»تحذير» المتظاهرين بدعوى ان مسلحين كانوا من ضمن الحشد المندد بالعدوان. وحسب ادعاء المصادر العسكرية الصهيونية فان القذائف اطلقت على بناية كان يتحصن فيها مقاتلون فلسطينيون لكن جيش الاحتلال الذي ادلى بتصريحات متناقضة اضطر مع كل هذه الادعاءات الى الاعتراف بمسؤوليته عن هذه المجزرة وقدم «اعتذارا» عن مقتل الابرياء على حد تعبير متحدث باسمه. ومن داخل مبنى الكنيست تقدم «زئيف بويم» نائب وزير الدفاع الصهيوني ل»اعتذار» مماثل لكن هذا المسؤول برّر ابادة المتظاهرين بهذه الكيفية بقوله ان المظاهرة لم تكن عفوية لانها تمت في منطقة حرب! وقبل تدخل هذا المسؤول الصهيوني اندلعت عاصفة احتجاج من جانب النواب العرب الذين اتهموا قادة الكيان الصهيوني باقتراف جرائم حرب وبقتل الفلسطينيين بدم بارد. وتنطبق الاشارة الأخيرة على ما حدث امس في تل السلطان حيث اعدم الجنود الصهاينة 4 فلسطينيين بينما كانوا متوجهين الى احدى المدارس للتجمع هناك. وكان جيش الاحتلال قد طلب من الرجال من سن 16 عاما فما فوق التجمع في المدرسة كما طلب من المقاتلين القاء أسلحتهم وحمل الرايات البيضاء. وكان من بين الشهداء الاربعة الذين اعدمهم جنود الاحتلال طفل في الثالثة عشرة كان يرافق شقيقيه باتجاه المدرسة التي امرهم الجيش الاسرائيلي ان يتجمعوا وكان الثلاثة يرفعون ايديهم كعلامة على رضوخهم لتلك الاوامر لكن الرصاص حصدهم قبل وصولهم الى المدرسة. وعلى الرغم من سقوط اكثر من 50 شهيدا في غضون 48 ساعة تقريبا الا ان الجيش الاسرائيلي اعلن امس (بعد مجزرة تل السلطان مواصلة العدوان). وفي حي تل السلطان الذي سقط فيه أول امس 20 شهيدا لغّم امس الجنود الصهاينة مئات المنازل والمحلات التجارية تمهيدا لنسفها بعد ان اعتقلوا عشرات الفلسطينيين. تصعيد في الضفة وترافق العدوان الوحشي على رفح مع تصعيد لعمليات الاغتيال ضد عناصر المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية. واستشهد صباح أمس في نابلس عصام عرفات (24 عاما) الناشط في كتائب شهداء الاقصى خلال مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال في البلدة القديمة. وفي مخيم جنين كان القيادي المحلي في كتائب الاقصى احمد تركمان (21 عاما) قد استشهد برصاص الجنود الصهاينة خلال توغل كبير لقوات الاحتلال في المخيم وشاركت 20 آلية ومروحيتان على الأقل في التوغل. وفي الضفة الغربية ايضا كان مستوطنان قد جرحا الليلة قبل الماضية في هجوم للمقاومة على سيارة للمستوطنين.