في نفس اليوم.. تقصف طائرات أمريكية حفل عرس في العراق وتقتل أربعين مواطن سرقوا لحظات فرح في زمن الأحزان.. في نفس اليوم تقصف طائرات اسرائيل مسيرة سلمية فتقتل الأطفال والنساء.. تحت أنظار العالم كلّه. في أفغانستان أيضا فعلها «سوبرمان» لما قصف حفل زفاف.. ثم اعتذر عن الخطأ.. «سوبرمان» يغضبه فرح هؤلاء حتى ولو كان بين القبور.. بين جنازة وأخرى.. بين دمعتين.. سوبرمان يحب اللّحم المفروم في ثوب زفاف العروس.. سوبرمان يرفع شعار الحرية.. «فري دم» ويحبّ إراقة نصفها الثاني.. على وجه الخطأ كانت العامرية.. وعلى وجه الخطأ ظن أن هناك أسلحة دمار شامل.. على وجه الخطأ يمسح بلدا من الخريطة.. ولكن من يمسح العار العربي السلبي.. أم العربي الشلبي!؟ في العراق يتغير الرئيس كل 28 يوما.. صارت الرئاسة عادة شهرية.. وهي طريق.. الحرية.. في العراق يحكم البلاد من غاب عنها خمسين سنة.. وقد قتل أخيرا من غاب عنها 28 سنة.. وبين الاثنين 78 سنة من الغياب.. في العراق لم يعد هناك عراق.. وهناك في فلسطين تطبق السماء على الأرض.. وفلسطين هذه توجد في المريخ.. هذا ما فهمته من الصمت العربي المريب.. هذه ابادة ممنهجة والمقصود من هذا العنف الفضيع ليس العراق وحده أو فلسطين.. المقصودون هم المتفرجون.. هم الأقربون.. وإذا سكتنا اليوم وصادرنا حتى كلمة «هذا حرام» فلن نجد الوقت غدا حتى لنصرخ عندما يأتي دورنا.