تأجيل موعد القمّة العربية لا إلغاؤها كما حاول ترويجه بعضهم مؤخرا والتي دخلت منذ التحضيرات الاولى بمساهمة وزراء الخارجية أو من يمثلهم في طريق مسدود بعد تباين الاراء واختلاف المواقف وتلاسن بعضهم وخروجهم عن تقاليد الاجتماعات الرسمية بمستوى جعل القاصي والداني يندهش ويستغرب لذلك رغم محاولة تونس البلد المضيف قلعة الامن والامان لتطويق ما حدث والحرص على عدم نشر غسيل بيتنا العربي الممزق حتى لا نعطي فرصة لحسادنا وأعدائنا وحتى هؤلاء الاشقاء والاصدقاء الواقفون على الربوة او المتفرجون من نوافذ مختلفة؟؟!!! فهل يحق ان نقول «رب ضارة نافعة» والتأجيل خير من التدجيل... لأن هذا الموقف التاريخي والمحسوب على تونس العظيمة بمواقفها التاريخية السابقة لاجيالها... العربية تبقى عنوانا للصدق والحكمة والوضوح والشفافية بعيدا عن التخفي وراء الشعارات الرنانة والتدجيل الذي طبع لقاءاتنا الثنائية والجماعية... وعانينا منها كعرب على امتداد عقود وجد في الاعداء متنفسا لتنفيذ مخططاتهم الجهنمية واستراتيجياتهم الدقيقة... وقد حصل ويحصل ذلك قبل وخلال وبعد كل اللقاءات والقمم العربية التي تعددت فيها الخطابات ووقعت فيها القرارات والمواقف والتوصيات التي جلها تناساها اشقاؤنا من المشرق والمغرب حتى خيل اقلاع طائرات زعمائهم او من يمثلهم احيانا بقصور المؤتمرات العربية او بمقر الجامعة العربية ا لتي قيل عنها في السابق من طرف بعضهم من العرب والاجانب بأنها وكالة أسفار لا غير. لقد أكّد الرئيس التونسي زين العابدين بن علي زين العرب انه ضرب موعدا جديدا مع التاريخ ومرة أخرى يتحدى الصعاب بكل جدية وثقة في النفس ورصانة وهدوء والذي لا نجده ا لا عند العظماء واصحاب الرأي الثاقب الذين لا تحركهم الزوابع القادمة من الشرق والغرب حتى هؤلاء الذين غاب عنهم ان تونس الصغيرة بمساحتها... كبيرة بمواقف وذكاء ابنائها ولا نخجل اذا قلنا أن على كل العرب ان يفقهوا ان هذا البلد هو الماسة والدرة المتربعة على تاج القارة الافريقية والتي حمل اسمها في السابق ستبقى على الدوام صوت الحق والمنارة التي تشع بضوئها الساطع على الشرق والغرب والتاريخ سجل ذلك للقائد القرطاجني حنبعل والزعيم الكبير الحبيب بورقيبة والمصلح الفذ زين العابدين بن علي وأهم ما دفع فينا النخوة هذه الايام والشعور بالعزة والكرامة هو الموقف الموحد لرجال الاعلام التونسيين في الداخل والخارج وكذلك الزعماء السياسيين المحسوبين على تونس وكذلك الذين تغذوا بنسائم الحرية والديمقراطية رغم اختلاف مواقعهم وارائهم ومشاربهم واقتناعهم بأن تأجيل القمة شرف لتونس وخدمة لمصالح العرب حاضرا ومستقبلا حتى الذين يقلقهم ان يبقى هذا البلد الصغير في مساحته والعظيم بثقافة شعبه ووعيهم وتمسكهم بكل حبة تراب هذا البلد الأمين... وسوف يسجل التاريخ ذلك ولا ريب ان المرحلة القادمة سوف تكون ا فضل وان القمة القادمة التي تنعقد بتونس التي لم تتنكر لانتمائها الجغرافي ووجودها العربي وحسن تنظيمها وكرم ضيافتها وتسامحها.