لم تنم بني خلاد في ليلة الاربعاء ولم تبخل العيون بالدموع وهي تستقبل الكاتب العام للنجم الخلادي محمد الديماسي بعد ان توفته المنية في طريق العودة الى بني خلاد اثر حادث مرور اودى بحياته في حين اصيب نائب رئيس الجمعية مراد شاشية والمدرب محمود باشا بجروح وثلاثتهم قفلوا عائدين بعد ان حضروا اللقاء الودي الذي دار بين شبيبة القيروان والنجم الخلادي. محمد قضى آخر عهده بالحياة وهو يضحك سعيدا كيف لا وفريقه انتصر بثلاثية نظيفة وكان ذلك كل امله ان يرى النجم متألقا لامعا في مداره الصحيح وكم كان يحلم ببناء النجم الخلادي ضمن مصاف الكبار... رحل محمد وفقدت الجمعية والاسرة الرياضية احد ابرز مسيريها فقد قضى 18 سنة في دواليب التسيير منها 15 سنة متتالية ككاتب عام وهو الوحيد الذي لا يرتاح طوال الموسم وخاصة خلال الصائفة التي لا يهدأ له فيها بال حتى تنعقد الجلسة العامة ويتم اختيار رئيس للنادي وهكذا قضّى محمد نصف عمره في احضان الجمعية مسكونا بحبها منتشيا عند أفراحها منكسرا عند عثراتها وفشلها حتى أنه تعرض منذ شهرين الى أزمة قلبية ورغم نصائح الاطباء والعائلة فقد واصل عمله وحضر المقابلات كلها... ولانه مناضل رياضي اصيل أحب النجم الخلادي بجنون وذاد عن حقوقه بدون هوادة ولانه خدمه دون خلفيات او بحث عن مصلحة ذاتية فقد أحبه الجميع وبكوه بحرقة وألم... يوم الاربعاء كانوا بالمئات لتوديعه الوداع الأخير... واعدين إياه بمواصلة العمل والتضحية في سبيل النجم الخلاّدي الذي أحبه. رحم الله محمد رحمة واسعة ورزق أهله وذويه جميل الصبر والسلوان ومنح زوجته نورة وبناته شيماء وميساء وامنة الجلد والقوة.