التأشيرة... حقوق التأليف... أسعار العروض... ملفات ساخنة تنتظر وزارة الثقافة والشباب والترفيه خلال هذه الصائفة... فبعد فتح ملف الدعم المسرحي الذي كان من نتائجه رفض أكثر من ثلثي المشاريع المقترحة من قبل لجنة الدعم، أصبح من الحتمي فتح باقي الملفات الأخرى التي لا تقل أهمية، وخطورة بالأساس عن ملف الدعم المسرحي... قد تكون المرة الأولى التي تتشدد فيها وزارة الثقافة بشكل فعلي، بخصوص المشاريع التي تعرض عليها للحصول على منحة الدعم على الانتاج المسرحي ولكن هذه المسألة لا يمكن معالجتها دون التعرض لموضوع التأشيرة، لأن في رفض دعم العمل المسرحي دليلا على نقصه بما في ذلك الجانب الفني والجانب المهني فيه وبالتالي لا يمكن تأشير عرضه وترويجه... **تأشير العروض في الفترة الأخيرة مثلا، وقع رفض دعم بعض المشاريع الفرجوية حتى لا نقول مسرحية، من قبل لجنة الدعم على الانتاج المسرحي لأن عددا من عناصرها (يفوق الثلثين) لا يتمتعون ببطاقات احتراف فني... كما لم يقع تصنيف هذه المشاريع، كأعمال مسرحية الأمر الذي دفع أصحابها الى تغيير صنف هذه الأعمال من مسرحيات الى منوعات للضحك وسهرات للترفيه... وفي هذين القرارين اعتراف ضمني بعدم «مسرحية» أو «فنية» هذه المشاريع ومع ذلك يقع تأشير عرضها وترويجها وهذه المشاريع في الغالب من وضع وانتاج ما يعرف بالفكاهيين أو «الفكهاجية» وهي عادة ما تكون ضعيفة فنيا حتى لا نقول رديئة... وما يمكن استنتاجه هنا هو أن وزارة الثقافة ممثلة في لجنتيها (لجنة الدعم ولجنة الانتقاء والتصنيف) يمكن أن تعترض على الدعم ولكنها لا تعترض على التأشيرة في الوقت الذي يجب أن تربط فيه بين المسألتين حفاظا على الذوق الفني العام، والتنافس غير النزيه بين الفكاهيين والمسرحيين الجديين. **تسعير العروض وتقودنا المنافسة في هذا الباب الى قضية أخرى وهي قضية تسعير العروض بما فيها العروض الموسيقية وكل العروض الفرجوية الأخرى فتسعير العروض يخضع في الواقع الى مقاييس تضبطها وزارة الثقافة ولكنها لا تنفذ إلا على العروض المدعومة فقط... وهنا نتساءل لماذا لا تسعر وزارة الثقافة كل العروض الفرجوية كما تفعل مع العروض المدعومة بناء على مقاييس تضبطها هي حتى لا تجد المهرجانات الصغرى بالخصوص نفسها عاجزة عن اقتناء بعض العروض نظرا لغلاء سعرها؟! وفي تسعير العروض حماية المهرجانات والفنانين في آن واحد، لأنه لا يعقل فتح المجال أمام «الفكهاجية» والمغنين لكي يزحفوا على كل المهرجانات بحجة أن انتاجاتهم أما بخسة الثمن أو أنها مطلوبة من الجمهور، ويجد المسرحيون أنفسهم في نهاية المطاف خارج اللعبة... وهنا تنسحب المسألة كذلك على الموسيقيين فهناك من يرددوا «أغاني غيره» ومع ذلك يشترط أموالا طائلة للغناء في المهرجانات. **حقوق التأليف وهذه المسألة تقودنا في الواقع الى قضية أخرى وهي حقوق التأليف... فحقوق التأليف في المهرجانات غير محترمة بالمرة عند المغنيين والموسيقيين... فالمطرب عندما يشترط أجرا عاليا يفترض على الأقل تقديم مقابله انتاجا خاصا.. وهذه المسألة يمكن اعتمادها كمقياس لتسعير العروض الغنائية والموسيقية... كل هذه المسائل يفترض دراستها عند التحضير للمهرجانات الصيفية لأنها تمثل أكبر سوق يمكن استغلالها لبحث كل القضايا والمشاكل الفنية في البلاد... واذا كانت وزارة الثقافة، قد حسمت نسبيا، قضية الدعم المسرحي فإنه بامكانها في هذه الصائفة معاينة القضايا الأخرى المذكورة، والتحضير لبحثها ومعالجتها لاحقا...