هدّد عشرات الضباط الأمريكيين في مذكرات بعثوا بها الى «البنتاغون» بالتمرّد على التعليمات والأوامر التي تصدر إليهم من القيادة العسكرية في حال لم يتم ترحيلهم من العراق فورا.. كما طالب هؤلاء الضباط في مذكراتهم بعزل وزير الدفاع دونالد رامسفيلد بسبب الفشل الأمريكي بالعراق، وفق ما ذكرته مصادر مقربة من قوات الاحتلال. وكشفت المصادر أن عددا كبيرا من الضباط الأمريكيين بالعراق أصبح يبدي سخطا كبيرا حيال الفشل الأمريكي بالعراق والسياسة الأمريكية المتبعة في هذا البلد. **تمرد في الجيش الأمريكي وقالت المصادر أن 46 ضابطا أمريكيا من بينهم 23 ضابطا برتب رفيعة قاموا بإرسال مذكرات الى البنتاغون هددوا فيها بالتمرد على التعليمات والأوامر التي تصدر إليهم من قياداتهم إذا لم يتم ترحيلهم من العراق خلال شهر من تاريخ إرسال هذه المذكرات. وذكرت المصادر أن الجنرال جون أبي زيد، قائد القيادة الامريكية الوسطى تلقى بدوره رسالة من أحد الضباط الأمريكيين العاملين بالعراق أكد له فيها أن جنوده يرفضون تنفيذ أوامره العسكرية. وقالت المصادر ان الرائد مارشيل تولاز أبلغ أبي زيد في رسالته بأن الجنود الأمريكيين الذين يعملون تحت اشرافه بدؤوا يصيحون في وجه ضباطهم ويرفضون تنفيذ الأوامر الصادرة إليهم ويصرون علي عدم القيام بأي واجب قتالي ويطالبون بترحيلهم الى أمريكا فور ا، وفق ما نقلته صحيفة «أخبار الخليج» البحرينية. وأشارت المصادر الى أن «البنتاغون» لا يزال متردّدا في استدعاء هؤلاء الضباط الى أمريكا للتحقيق معهم نظرا لأنهم يشغلون مواقع عسكرية مهمة في العراق. وأضافت أن القيادة العسكرية الأمريكية بالعراق قامت بترحيل 250 عسكريا بينهم 100 ضابط من العراق خلال شهري فيفري ومارس الماضيين حيث تجري محاكمتهم في سرية تامة في مكان مجهول بأمريكا. **دعوة لعزل رامسفيلد وفي سياق هذا السخط والغضب الذي بات ينتابهم طالب الضباط في مذكراتهم الى البنتاغون بعزل وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد ووصفوه بالرجل المتخبط الذي لا يفهم شيئا في الاستراتيجية العسكرية. كما ألقى هؤلاء الضباط باللوم على رامسفيلد في فشل الخطط الأمريكية في العراق ووصفوا ريتشارد مايرز، قائد أركان القيادة الأمريكية المشتركة بأنه متعهد الخطط الفاشلة في العراق. ونعت الضباط لجنة التخطيط التابعة للبنتاغون بأنها مجموعة من المراهقين عسكريا وبأنها شلّة فاسدة. وتأتي هذه الانتقادات في سياق الغضب المتزايد في صفوف الجيش الأمريكي بسبب «الفشل» في العراق الذي يحملون مسؤوليته بالدرجة الأولى لوزير الدفاع دونالد رامسفيلد. ويربط المحللون العسكريون في هذا الاطار بين التداعيات التي يعيش على وقعها الجيش الأمريكي بالعراق وبين الزيارة التي قام بها الرئيس جورج بوش لوزير دفاعه دونالد رامسفيلد في أعقاب جلسة استجوابه أمام لجنة القوات المسلحة في الكونغرس حيث قدم بوش الدعم العلني لرامسفيلد فيما وصفه نائب الرئيس ديك تشيني بأنه أفضل وزير دفاع في تاريخ أمريكا. ويرى عدد من المحللين العسكريين أن هذا «المديح» الذي توجه به بوش لرامسفيلد إنما يمثل محاولة للقضاء على أكبر حركة تمرّد عسكري في الجيش الامريكي ولوضع حدّ لتمرّد الضباط على رامسفيلد ووزارة الدفاع.. الأمر الذي قد يهدد بانهيار القوات الأمريكية في العراق.