قال رئيس الوزراء الصهيوني ارييل شارون انه لن يكون بامكان اسرائىل ان تحافظ على طابعها «اليهودي والديمقراطي» مع احتفاظها بقطاع غزة على حد تعبيره في تصريحات تعكس عنصرية حكومته في التعاطي مع المسألة الفلسطينية. ونقلت الاذاعة الاسرائىلية عن شارون قوله في خطاب ألقاه امس الاول في المدرسة الحربية «لن يكون بإمكاننا الحفاظ على الطابع اليهودي والديمقراطي عبر الاستمرار في حكم مليون فلسطيني في قطاع غزة». وهي المرة الاولى التي يعرض فيها شارون بطريقة علنية هذه الحجة التي يطرحها حزب العمل المعارض لتبرير خطته لما يعتبره فصلا مع الفلسطينيين. عنصرية واضاف شارون «لا يمكننا تجاهل الاعتبارات السكانية في اشارة الى ان الفلسطينيين سيشكلون اغلبية بين المتوسط ونهر الاردن. وتشير التوقعات السكانية الى ان اليهود البالغ عددهم حاليا 5.2 مليون ساكن سيصبحون اقلية بحلول نهاية العقد على الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 والضفة الغربية وقطاع غزة. وحسب شارون فإنه من اجل المحافظة على مستوطنات في الضفة الغربية ينبغي على اسرائىل ان تتخلى عن المستوطنات في قطاع غزة وفقا لخطة الانسحاب التي تنص على تفكيك المستوطنات ال 21 القائمة في القطاع بحلول خريف عام 2005 . وحذّر شارون: من يعتقد انه بالامكان الاحتفاظ معا بمستوطنتي نتساريم في قطاع غزة ومعالي ادوميم في الضفة الغربية شرق القدس من انه سينتهي بفقدان الاثنتين معا. وحسب الصحافة الاسرائىلية الصادرة امس فإن هذه المواقف تتطابق مع مواقف المعارضة العمالية التي دعاها شارون الى الانضمام الى حكومته. لكن المسؤولين في حزب العمل الاسرائىلي ابدوا امس عدم رضاهم عن الطريقة التي يعمل بها شارون في هذا الموضوع. ويؤاخذ العماليون على شارون اقدامه على اجراء مباحثات مع حزبين من الاورتودوكس المتطرفين بدلا من التوصل الى اتفاق مع حزب العمل. وقال شارون انه يبذل جهودا في جمع كل الاحزاب على اختلاف انتماءاتها وتوجهاتها على طاولة واحدة. ويسعى شارون الى اقناع حزب العمل بخطته للانسحاب من غزة والى ضم الحزب المعارض الى حكومة ائتلافية بعد ان فشل في كسب تأييد حزبه الليكود الذي صوّت ضد خطة الانسحاب في ماي الماضي.