حذرت منظمات ليبية وتونسية وهي "المجلس الأعلى للقبائل والمدن الليبية" ومنظمة الشباب الليبي" و"جمعية هوية المقاومة " التونسية من التدخل العسكري الأجنبي وخاصة الأمريكي ضد تنظيم داعش الإرهابي في سرت شمال ليبيا، مؤكدين أن هذا التدخل سيزيد من تأزم الوضع في هذا البلد وستكون له تداعيات أمنية على دول الجوار ومنها تونس. وقال عضو رئاسة المجلس الأعلى للقبائل والمدن الليبية علي مصباح أبو صبيحة صباح يوم الخميس خلال ندوة صحفية بالعاصمة أن التدخل الأمريكي "سيزيد من تأزم الأوضاع" معتبرا أن ما وصلت إليه بلاده اليوم من "حالة اللادولة وتغول المليشيات والعصابات وتدمير البنى التحتية هو نتيجة لتدخل الدول الغربية وحلف شمال الأطلسي في ليبيا سنة 2011" بحسب تعبيره. ولاحظ بوصبيحة أن "كل الدول التي حصل فيها تدخل عسكري أجنبي لحق بها الدمار مثل العراقوسوريا " مشيرا بالخصوص إلى الأضرار البيئية والأمراض الجلدية والسرطانية التي سجلت بين سكان المناطق التي سبق أن تعرضت للقصف الأمريكي مثل صبراتة الواقعة شمال ليبيا. وقال أن الطيران العسكري الأمريكي "قصف قوات البنيان المرصوص (الموالية لحكومة فائز السراج) في سرت ، ثم ألقى من الجو مساعدات غذائية لمقاتلي "داعش" وهو ما يؤكد حسب تقديره أن ذلك لم يحصل عل وجه الخطأ بل هو دليل على أن "الهدف من التدخل ليس مكافحة الإرهاب كما يزعم الجانب الأمريكي". من ناحيته أفاد أمين عام "منظمة الوطن للشباب الليبي" خليل الغويل بأن التدخل الأمريكي في ليبيا "يمثل خطرا محدقا على امن تونس و الجزائر لأن الإرهابيين سيحاولون الهروب "نحو هذين البلدين" ورأى شمس الدين الرويسي رئيس "جمعية هوية المقاومة" أن التدخل العسكري الأمريكي في ليبيا قد يفتح الباب أمام إقامة قاعدة عسكرية في هذا البلد تابعة ل"القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا"(أفريكوم) بعد أن رفضت دول شمال إفريقيا استضافتها. وأضاف الرويسي إن التدخل العسكري الأمريكي "سيزيد من تأجيج الصراع في ليبيا وقد يدفع بعشرات الآلاف من العمال التونسيين المقيمين هناك إلى العودة إلى تونس وأنه "للحرب على الإرهاب" في ليبيا تداعيات وخيمة أمنية و سياسية واقتصادية واجتماعية داعيا الحكومة التونسية إلى وضع استراتيجيات وقائية خاصة ضد الإرهابيين العائديين من سوريا إلى ليبيا ومنهما إلى تونس. وفي سياق متصل قال الخبير في الشأن الليبي رافع الطبيب خلال مشاركته في هذه الندوة "كلما حصل تدخل غربي في منطقة إلا وتم فتح منافذ آمنة لهروب مقاتلي تنظيم داعش الارهابي" مضيفا أنه " تم إلقاء القبض على العديد من القيادات التابعة لهذا التنظيم الارهابي في مناطق قريبة من الحدود الليبية ومعهم أسلحة و أموال طائلة قد يستعملونها في شراء ذمم البعض لتنفيذ عمليات إرهابية". ودعا الطبيب إلى "إيجاد تحالفات بين تونس وأطراف ليبية وطنية يهمها أمنها و أمن تونس "للتوقي من خطر التنظيمات الإرهابية في ليبيا".