المتتبع للفضائيات العربية يلاحظ دون عناء التغيير الحاصل في برامج أغلبها، وخصوصا تلك التي كانت معروفة بجديتها أو على الأقل يتوفر فيها الحد الأدنى من المعرفة والتمسك بالهوية. فأغلب هذه الفضائيات فتحت أبوابها ونوافذها لرياح التغيير القادمة من الغرب، وتحديدا من أمريكا التي ترفع باطلا شعار الاصلاحات الديمقراطية اليوم صارت الفضائيات العربيةتروّج لكل ما تدعو إليه أمريكا من تفسخ، وتشجيع الرديء من الفن والترويج للقيم والأخلاقيات الأمريكية. **دعم الرداءة برامج فضائياتنا صارت ترتع فيها أشباه الأصوات من روبي إلى هيفاء وهبي مرورا بنانسي عجرم ومروى وأليسا. وتحولت المنوعات إلى مساحات للتعرّي وابراز المفاتن وما تيسر من «لحم رخيص» وصار التسابق يدور حول من تتعرّى أكثر لا من تطرب أكثر. والغريب ان هذه «الأصوات» تجد كل الدعم من شركات الانتاج وتسخّر لها كل الامكانيات المادية والتقنية، وجندت لها الطاقات البشرية لتجعل منها نماذج يحتذي بها الشباب العربي. وما منوعات المسابقات مثل «ستار أكاديمي» و»نادي النجوم» و»سوبر ستار» إلا قواعد خلفية لتفريخ هذه النماذج السيئة المتأمركة من المغنين. **جبهة مضادة الغريب ايضا ان هذه النماذج تتكاثر، وهذه المنابر الاعلامية التي تروج للنموذج الأمريكي وتعمل على طمس الهوية العربية الاسلامية، تجد المساحات الفارغة ولا تقابلها أي مجهودات للتصدي لهذه الهجمة الشرسة لافساد الذوق العام والقضاء على ما تبقى من الهوية. صحيح هناك بعض الأصوات التي ارتفعت هنا وهناك تندد بهذه الموجة من الأغاني الرديئة وتطالب بايقاف كليبات العري المخلة بالآداب. لكن هل تكفي هذه الاحتجاجات الصادرة عن بعض المتمسكين بالفن العربي الأصيل والهوية الثقافية العربية؟ المطلوب قنوات تلفزيونية وإذاعات وشركات انتاج تمثل البديل كما هو موجود، قنوات تروّج للفن الجميل، وشركات تنتج الطرب وتدعم الأصوات الغنائية الجميلة والمبدعين الجيدين. ولماذا لا يلتقي أصحاب المشاريع الفنية الجادة لتكوين جبهة مضادة؟ هذه الهجمة الفنية الاباحية المستهدفة لأركان المجتمع العربي لا تحتاج إلى أقوال بل إلى أفعال ومنظمات ومؤسسات تتصدى لها. فهل نشهد تلفزة تروّج للبديل، وشركات تنتج البديل من الأغاني؟