أعلن وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين في زيارة عمل إلى ولاية توزر اليوم الأحد أن نية وزارة الشؤون الثقافية متجهة نحو إحداث متحف لشاعر إرادة الحياة أبو القاسم الشابي على أنقاض منزله الذي هدم بمدينة توزر. وبين في تصريح إعلامي أن الهدف من ذلك هو إعطاء المكانة التي تليق بهذا العالم وبما يليق كذلك بمدينة توزر كمركز إشعاع ثقافي وقوة مبادرة واقتراح للعمل الثقافي الفكري. وكان وزير الشؤون الثقافية افتتح ساحة الفنون بمدينة توزر وأعطى إشارة انطلاق برنامج "نوزر مدينة الفنون" الذي سيمتد لسنة كاملة يتم خلالها تنظيم مجموعة من التظاهرات والانشطة الثقافية الفكرية بما يسمح بالتعريف بمخزون هذه الجهة الفكري والثقافي. ومثلت الزيارة مناسبة اجتمع فيها الوزير بعدد من المبدعين والمثقفين والجمعيات الثقافية والقائمين على المهرجانات، وتم خلالها التطرق لإشكاليات العمل الثقافي حيث وقع التأكيد أساسا على ضعف البنية التحتية وغياب الفضاءات المخصصة للعمل الثقافي مما كان له انعكاس سلبي على برمجة التظاهرات الثقافية ونشر الأعمال الثقافية الخاصة بالجهة. ووقعت الإشارة بالخصوص إلى غياب مركب ثقافي بمدينة توزر أو دار ثقافة بعد غلق دار الثقافة ابو القاسم الشابي منذ سنتين وعدم توفر مسرح للهواء الطلق فضلا عن تداعي البنية التحتية لدور الثقافة بنفطة ودقاش. ولاحظ الوزير في هذا الاطار ان جهة الجريد في حاجة الى الاعتناء بالبنية التحتية الثقافية باعتبار انها منطقة ثقافية ذات جذور تاريخية وحضارية ودينية ضاربة في القدم، مبينا أنه سيتم الأخذ بعين الاعتبار مقترحات الجهة لإنشاء مؤسسات ثقافية من بينها اعادة بناء دار الثقافة الشابي واحداث مركز للفنون الدرامية والركحية بعد أن خصصت له قطعة أرض مع إمكانية تسويغ بعض الفضاءات لتحتضن انشطة ثقافية في انتظار بناء مقرات لها. وقال وزير الشؤون الثقافية ان الجهود متجهة لتعزيز لامركزية العمل الثقافي بتفعيل دور الجهة وخلق أقطاب ثقافية من خلال البرنامج الوطني تونس مدن الثقافة الذي وقع اعلانه في عديد من الجهات والذي يمثل مناسبة لعقد شراكة بين المبدعين ووزارة الشؤون الثقافية لتقديم مقترحات برامج ومشاريع تنفذ على امتداد سنة كاملة في إطار هذا البرنامج وكذلك من خلال الإعلان قريبا عن برنامج الأسابيع الوطنية لثقافة الجهات والذي سيسمح بتنظيم أسبوع لكل ولاية في العاصمة وكبرى المدن الأخرى يعرف بمنتوجها الثقافي في مختلف المجالات.