اعتبر الفنان المسرحي السوري أسعد فضة "أن التجربة المسرحية التونسية مميزة ويمكن أن تكون قدوة للدول العربية"، مذكرا بالتعاون التونسي السوري في هذا المجال ولا سيما بين مهرجاني دمشق وأيام قرطاج المسرحية. جاء ذلك خلال افتتاح الندوة الدولية حول "عناصر التجديد في المسرح العربي بين تحديات الراهن ورهانات المستقبل" التي تقام يومي 16 و17 نوفمبر الجاري بمدينة صفاقس في إطار الدورة الأولى لمهرجان المسرح العربي الذي تنظمه تظاهرة "صفاقس عاصمة الثقافة العربية" بالتعاون مع وأضاف قوله "إن تونس بلد الفن والمسرح وإن الثقافة فيها غير مركزية باعتبار أن هذه الفنون موجودة في كل مدينة والأنشطة المسرحية ممارسة فيها بشكل متواصل" مشددا على ضرورة التبادل والشراكة في كل ما يهم المسرح بما يضمن استمرار الحركة المسرحية، وخاصة على مستوى دعم الكفاءات والتكوين المسرحي في المؤسسات الجامعية والمعاهد. من جهته قال الشاعر والكاتب المسرحي اللبناني "بول شاوول" إنه افتقد ثلاثة من أصدقائه التونسيين وهم الشاعر "الصغير أولاد أحمد" والمسرحيين "منصف السويسي" و"عز الدين قنون" الذين غيبهم الموت معتبرا "ان فقدانهم هو خسارة كبرى لتونس التي تعد عاصمة للمسرح العربي لمدة تفوق الثلاثين سنة" على حد تعبيره. واعتبرت المنسقة العامة لصفاقس عاصمة للثقافة العربية هدى الكشو في كلمتها أنه فضلا عن إشعاع صفاقس المسرحي فإن تونس كانت ولا تزال علامة مضيئة في المسرح العربي مذكرة بمراحل الحركة المسرحية منذ الفترة الأمازيغية إلى اليوم مرورا بمرحلة التأصيلية التجريبية وبإسهامات عديد الأعلام المسرحيين في تونس الذين كانت لهم بصمات في المسرح العربي عموما متسائلة عن تموقع المسرح التونسي في المشهد المسرحي العربي وموقع هذا الأخير في المشهد المسرحي العالمي. وقال مدير أيام قرطاج المسرحية لسعد الجموسي إن هذه التظاهرة قد نالها شرف المساهمة في التأسيس لتظاهرة مهرجان المسرح العربي بصفاقس مؤكدا دعمه لتواصل هذه التجربة حتى يكون لها دور في دعم المسرح وعودة المجد له في جهة صفاقس مذكرا في هذا السياق بالتجربة المسرحية التي عرفتها الجهة في العقود الماضية والتي طبعها عدد من الشخصيات مثل عياد السويسي وجميل الجودي. وبدوره أكد مدير الندوة خالد الغريبي أن فن المسرح هو فن الاختلاف الذي به يقاوم الترهيب والتعصب والانغلاق بلغة عالمية لكنه يواجه أسئلة خطيرة في سياق العولمة أهمها مخاطر فقدان الهوية الخاصة به. وأبرز محسن التونسي، رئيس جمعية عامر التونسي للمسرح، عراقة الحركة المسرحية في صفاقس خاصة في الثلاثينات من القرن الماضي علما أن أول فرقة محترفة قد أسست سنة 1965 وكان مديرها عبد الحميد جليل الرئيس الشرفي لهذه الدورة الأولى من مهرجان المسرح العربي بصفاقس. وقد تم خلال افتتاح فعاليات هذه الندوة الدولية تكريم الفنان السوري أسعد فضة من قبل اللجنة التنفيذية لتظاهرة صفاقس عاصمة الثقافة العربية 2016 بحضور أسماء لامعة في سماء المسرح والفن والفكر العربي من دول عربية مثل الجزائر ومصر ولبنان والسودان والإمارات العربية المتحدة والعراق والمغرب وتونس. وستبحث هذه الندوة الدولية التي تتضمن أشغالها 14 محاضرة تتوزع على ست جلسات علمية يترأسها على التوالي كل من بول شاوول (لبنان) وجميلة مصطفى الزقاي (الجزائر) وحافظ الجديدي (تونس) وعصام أبو قاسم (السودان) وخالد الغريبي (تونس) ومظفر كاظم جلود (الإمارات)، في زوايا مختلفة تتعلق بقضية التجديد في المسرح العربي. وينتظر أن يبحث المشاركون على امتداد يومين مسائل مختلفة تتصل بالمسرح التفاعلي الذي يخرج عن نظام وقواعد الدراما التقليدية وإلغاء الحواجز بين الفنون في المسرح غير الدرامي الذي يهتم بالتقنية فيما يسمى بالمسرح الوسائطي الذي ترتكز فيه الفرجة المسرحية على تفاعل وسائط تكنولوجية متعددة وعلى الأداء الحي وغيرها من المسائل.