حمى المهرجانات الصيفية بدأت ترتفع و»محرار» مهرجان قرطاج بدأ يقترب من درجات «الاستعجالي»... باعتبار ان شهرا فقط يفصلنا عن افتتاح الدورة الاربعين.. ويبدو ان هذه الدورة ستشهد تنافسا غير عادي بين نجوم الاغنية التونسية... وحسب ما يروّج في الكواليس فهذه الدورة ستضم في غياب ذكرى محمد كل من لطيفة العرفاوي وأمينة فاخت وصوفية صادق.. وسيكون التنافس «على الشباك» بينهن على قدم وساق... والسؤال المطروح على كل واحدة منهنّ هي الطريقة التي بها ستمتلئ مدارج تتسع ل 15 الف متفرّج. وبعد ان تأكد لدينا بأن لطيفة وصوفية قد ترشحتا لهذه الدورة بصفة ثابتة... فإن الجديد الذي حملته لنا هذه الايام والتي ستحمله هذه الدورة هو تقدم المطربة امينة فاخت بمطلب ترشح للغناء على ركح قرطاج في صائفة 2004 ... وقد علمنا ان التصوّر الذي اقترحته امينة فاخت لإدارة مهرجان قرطاج يتضمن عدة فقرات... ففي هذا العرض المرشح ستعتمد امينة فاخت على «كورال ضخم» كما سيشاركها على الركح باليه راقص ومصمم الكوريغرافيا في هذا الشأن هو سفيان عرب الذي تولى نفس المهمة في افتتاح قرطاج السنة الماضية في «اوبيريت الجموسي». اما في مستوى الغناء وفي غياب الانتاج الجديد لأمينة فاخت وهي صاحبة الرقم القياسي في ذلك فإنها اقترحت برنامجا يتضمن مجموعة من الاغاني التراثية (تراث كافي وقفصي) ومن بين الاغاني الأخرى التي ستقدمها امينة فاخت نذكر «على الجبين عصابة» التي ادتها سابقا على ركح قرطاج مع الهادي دنيا كما ستقدم بعض الاغاني لصليحة مثل «بالله يا حمد يا خويا»، «ساق نجعك ساق» زيادة على اغنية «ما بين الوديان» تراث قدمه سابقا المرحوم اسماعيل الحطاب علما وان لطيفة وصوفية في عروضهما بقرطاج كانتا قد قدمتا بعضا من هذه الاغاني خاصة للمطربة صليحة. وبالنسبة الى الجديد في هذا العرض لأمينة فاخت فهو يقتصر على اغنيتين «ظل يوم الموعد» و»أمانة» وسيصاحبها في هذا العرض في قيادة الفرقة عبد الرحمان العيادي او حمادي بن عثمان. ولم تهتم امينة بالجانب الفني والتقني فحسب في هذا الترشح لمهرجان قرطاج بل حرصت كذلك على الجانب الشكلي والحضور الركحي لها... وفي هذا العرض قامت امينة فاخت بعملية تجميل لتنقيص الوزن وللحفاظ على رشاقتها.. **تنافس على اغاني الغير وسيظل السؤال المطروح في التنافس على نجاح هذه الحفلات المذكورة بين لطيفة وصوفية وأمينة حول المضمون المقدّم في هذه العروض... فهل سيكون هذا التنافس على اغاني التراث وأم كلثوم كما تكرر الامر في السابق، طبعا مع اختلاف درجة حضور اغاني الغير في عروض امينة وصوفية ولطيفة. واذا كان الامر على حدّ ما تقدمت به امينة فاخت فإن السؤال المطروح هو اين الانتاج الخاص بالفنان التونسي حتى يطالب بمهرجانات دولية كقرطاج والحمامات... طبعا سؤالنا هذا هو بالضبط سؤال الجمهور الذي سيبحث ويسأل عن الجديد في هذه العروض المذكورة... فهل سيكلف نفسه المسافات البعيدة وثمن التذكرة الباهظة حتى يستمع منهن اغنية لصليحة او لأم كلثوم... عندها أليس شريط بدينار واحد قادرا على المهمة وادخار المجهود وبقية «مصروف الجيب». **كيف هي حظوظ المترشحات؟ إذا كان نجاح الحفلات التي ستقدمها لطيفة وصوفية وأمينة سيكون بناء على مقولة «زر غبّا تزدد حبّا».. فإن الرابحة في الامر ستكون لطيفة باعتبار ان غيابها عن قرطاج مرّت عليه سنوات طويلة (على الاقل ست سنوات) اما اذا كان هذا النجاح متوقفا على الانتاج الجديد فإن الخاسرة في الامر ستكون امينة... اما اذا كان الجمهور راغبا في التلقائية والعفوية والتفاعل غير المنتظر (Imprévisible) فستكون بدون شك امينة... وحكايات امينة مع الجمهور والركح في هذا الامر لا تنحصر انها اقوى من مشاهد المسرحيات.