تعتبر مدرسة نهج الساحل الأساسية مؤسسة منفتحة على المحيط حيث تعددت أنشطتها الثقافية من ذلك القيام بتظاهرات وأنشطة منسجمة مع عدد من المناسبات الوطنية والتي تسهم في توعية الأطفال التلاميذ وتحسيسهم بأهمية المحيط وما يتفاعل فيه من أنشطة وأحداث. من هذه التظاهرات نجد الأيام التحسيسية بأهمية الحفاظ علي الماء باعتباره ثروة طبيعية وذلك بالتعاون مع اقليمتونس الجنوبية حيث قدمت في أقسام المدرسة بيانات وجداول ورسوم تبيّن أهمية الماء في الحياة ومختلف مراحل معالجته وكميات الاستهلاك اضافة الى كتيب فيه القصة المدعمة بالصور التي تبرز قيمة الماء في حياة الناس.وبمناسبة شهر التراث الأخير تم الاحتفال بهذا الحدث من خلال أيام تنشيطية وتحسيسية تبيّن أهمية التراث باعتباره مخزونا حضاريا يبرز قيمة البلاد التاريخية والثقافية وقد استمع التلاميذ في حصص مختلفة الى تدخلات حول موروثنا الحضاري وتراثنا الثقافي والاجتماعي والمتعلق أساسا بالمأكل والملبس والغناءوشاركوا بالنقاش في هذه الحصص التي أدارها المعلمون بإشراف مدير المؤسسة. وقد تحلّى الأطفال بأبهى الملابس التقليدية احساسا منهم بأهمية هذا الاحتفاء الذي يعزز انتماءهم لبلد عريق ولحضارة حية وممتدة في الزمن. وقد ساهم الأولياء والمدربون في توعية التلاميذ وخصوصا في أقسام السنوات الأولى بكثير من الترغيب بما يجعلهم ينمّون صلاتهم بكل ما هو أصيل في حياتهم إيمانا بأن الأصالة هي الجسر الرابط بين القديم والحديث ووعيا بأن الحداثة تتطلب أيضا جذورا ومنطلقات ترتكز عليها مقومات الشخصية التونسية العربية الاسلامية العميقة. هذه التظاهرات وغيرها سعت أسرة المدرسة الموسعة الى الاسهام فيها انطلاقا من تنظيمها والسهر عليها وقد وجدت أصداءها الطيبة لدى الجميع : التلاميذ والعائلات والأحياء المجاورة وعمّقت وعي التلاميذ بمحيطهم ومتّنت صلاتهم بغيرهم عبر هذا الوعي المبكر والمطلوب ضمن الخطوط الكبرى والآفاق العامة الاستراتيجية مجتمع المعرفة ومدرسة الغد. * شمس الدين العوني