يبدو ان لحرارة الصيف دور في اذكاء نار الخلافات الزوجية. فقد لاحظ المهتمون بالشؤون الزوجية ان الخلافات بين الأزواج تزداد حدّة في فصل الصيف مقارنة ببقية فصول السنة. فما مدى مطابقة ذلك للواقع؟ وما علاقة الصيف بتصاعد وتيرة السيارات والمشاكل بين الأزواج؟ «الشروق» طرحت هذه المسألة على عدد من الأزواج من الجنسين. ولئن تباينت الاجابات فان مجملها جاء مؤكدا صحة الطرح المذكور. السيدة «هالة» متزوجة منذ تسع سنوات تؤكد على ضوء تجربتها الخاصة أن المسألة فيها الكثير من الصحة رغم كونها نسبة. وتواصل «هالة» ان المشاكل الزوجية ليس لها وقت معيّن فهي تحدث بصفة تلقائية ولاسباب مختلفة لكن الملاحظ فعلا هو تصاعد وتيرتها في فصل الصيف. وتقول «هالة» مفسّرة ذلك بأن الصيف غالبا ما يكون فصل الاجازات والعطل، حيث يجد الزوجان نفسيهما وجها لوجه لأطول وقت، بعدما كانا منشغلان بالعمل وهنا يبدأ الاهتمام بالمشاكل الحياتية الاخرى فتحدث المشاجرات. السيدة «حياة» متزوجة منذ أكثر من عشر سنوات تؤكد ما ذهبت اليه سابقتها، وتقول ان هذه النظرية تنطبق أكثر على الزوجين اللذين يعملان اما اذا كانت الزوجة ربّة بيت فان الامر يختلف. وتوضح هذه السيدة ان الزوجة التي تعمل خارج البيت طيلة اليوم تعود منهكة في المساء لا تجد الوقت لاثارة المشاكل مع زوجها وذلك بحثا عن الراحة والهدوء لكنها في فصل الصيف تحصل على اجازة كما ان وتيرة العمل بالحصة الواحدة تكون أقل مما يجعلها مثبتة للكثير من الامور المتعلقة بحياتها الزوجية وعندما تطرح المشكلة مع زوجها يشعر بأنها تحاول استفزازه فيرفض الحوار مثل معظم الرجال ليبدأ الصراخ والشجار. **أسباب مادية غير ان تفسير كل من روضة وخديجة يختلف جذريا عما أكدته هالة وحياة. فبالنسبة لخديجة فان أسباب تصاعد حدّة الخلاف بين الازواج في فصل الصيف لا تخص البيوت التي بها زوجة عاملة، فهي مسألة تكاد تشمل كل الازواج دون استثناء. وتضيف خديجة، أن أسباب الخلافات غالبا ما تكون مادية لان الصيف يتطلب الكثير من المصاريف الاضافية بسبب رغبة افراد العائلة في الخروج للترفيه عن النفس والاستهلاك خارج البيت الذي يعود مكلفا للغاية ومرهقا للميزانية، ومن هنا تبدأ المشاكل والضغوطات على الزوج خاصة، لتنفجر الخلافات والمشاكل. وتواصل خديجة الاعراس والمناسبات العائلية الاخرى التي تكثر في موسم الصيف تجعل أفراد العائلة أكثر تطلبا، فالزوجة تريد الفستان الجديد، وكذلك البنت والابن، وهو ما يفتح الواجهة امام سيل من المشاكل. ومع اعترافها لما للجوانب المادية من دور في اشعال نار الخلافات الزوجية في الصيف فان السيدة روضة تؤكد ان هناك مشاكل زوجية ذات صبغة صيفية على حد قولها . وتوضح ان معظم تلك المشاكل يتسبب فيها الزوج حيث تكثر سهراته خارج البيت رفقة الاصدقاء تاركا زوجته بالبيت عرضة للهواجس والقلق، وعندما يعود وتواجهه بالسؤال الذي يكرهه كل الرجال «أين كنت؟ أو لماذا تأخرت؟ تبدأ المشكلة لتنتهي بالنقاش الحاد والصراخ في أفضل الحالات». **الهجوم عندما طرحنا الموضوع على بعض الرجال لم تتباين اجاباتهم كثيرا، حيث صبت معظمها باتجاه ادانة الزوجة واعتبارها هي سبب معظم المشاكل التي تنشب سواء في الصيف أو في غيره. «محمود» متزوج منذ 16 عاما يقول: من واقع تجربتي الطويلة في الزواج أستطيع الجزم بأن التنكيد عادة نسائية وأنها سبب كل المشاكل التي تحدث في كل البيوت. ويضيف ان زوجته ليس لها وقت معيّن لاثارة المشاكل معه لكنه لاحظ ان فصل الصيف يعد المناسبة المثلى بالنسبة اليها حيث تصبح أكثر تطلبا من ذي قبل، فهي تريد أن تخرج كل مساء من البيت دون مراعاة الظروف المادية للاسرة وعندما يتركها ويخرج الى المقهى يزداد غضبها وتنفجر في وجهه عندما يعود الى البيت. ويوافق «رياض» سابقه على ما قاله مؤكدا ان عدم تفهم الزوجات هو السبب في اشعال نار الخلافات ليس في فصل الصيف فقط، فهن حسب قوله يرغبن في تحويل الازواج الى عجينة طيّعة بين أيديهن ليشكلنها حسب ارادتهن، واذا استعصى عليهم ذلك يلجأن الى الشجار والصراخ. ومع ذلك فان رياض لا ينكر أن هناك من الرجال من يتسبب في إذكاء نار المشاكل بتصرفاته اللامسؤولة حيث يتصرف بعض الازواج وكانهم لا يزالون في عهد العزوبية وهذا من شأنه تفجير الخلافات الزوجية.