(معلم تطبيق بسيدي عامر) * قال أحد الحكماء: «تأمّلت في الطبيعة مليا، فوجدت فيها شيئا لا حدّ له ولا نهاية، وجدت فيها شيئا لا يشترى بالمال، شيئا لا تمحوه دموع الخريف، ولا يميته حزن الشتاء، وجدت فيها المحبّة». لقد جعل الاسلام مواسم الله وموائده وذلك في جميع أيام رمضان والاعياد الدينية فأكمل زينتها وأتمّ بهجتها فيها التآلف والتآخي وفيها التضامن نفرح فيها بما نقدم من برّ وما نبذل من تعاطف وما نعطيه لبائس مهضوم وشقيّ محروم. فالأعياد فرح وزينة استوجب المستقبلون لها رضوان الله، فالمؤمن فائز في زهده وفائز على سروره. * قال سيّد العالمين ص:«اذا التقى المسلمان فسلم احدهما على صاحبه كان أحبّهما الى الله أحسنهما بشرا بصاحبه» (الترمذي). فالحب الصادق هو عطية الله منحها الرجل وحده تحت هذه السماء. والحب المتبادل هو تاج السعادة. * وحصيف قول أحد الشعراء: هم القوم ان قالوا أصابوا وان دعوا أجابوا وإن أعطوا أطابوا وأجزلوا الايمان هو تصديق وعمل، ينعكس على سلوك المرء في المجتمع وذلك بترسيخ قيم التآخي على العدل والتسامح والتعاون والتضامن فتتآلف القلوب، ويستقر التعامل في المودّة الصادقة والاحترام المتبادل بين الافراد والجماعات. * قال رسول الله ص: «إنّ الأشعريين اذا أرملوا في الغزو أو قلّ طعامهم أو طعام عيالهم بالمدينة جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد ثمّ اقتسموه بينهم في إناء واحد بالسوية، فهم منّي وأنا منهم». (متفق عليه). كان السلف الصالح رضوان الله عنهم يتعاونون في السراء والضراء، ويتضامنون في النعماء والبأساء، فهم يفرّجون عن المحرومين وينفّسون عن المنكوبين فيغيثون الملهوفين ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة. * قال الامام علي كرم الله وجهه: الناس للناس من بدو وحاضرة بعض لبعض وان لم يشعروا خدم اذا لم يكن من الله للفتى فأكثر ما يجني عليه اجتهاده * كتب الامام علي يوصي ابنه الحسين: ... والضيف أكرم ما استطعت جواره حتى يعدّك وارثا يتنسّب واجعل صديقك من اذا آخيته حفظ الاخاء وكان دونك يقرب واطلبهم طلب المريض شفاءه ودع الكذوب فليس ممّن يصحب يعطيك ما فوق المنى بلسانه ويروغ عنك كما يروغ الثعلب * قال بزرجمهر حكيم الفرس: اصطنعت الاخوان وانتخبت الاقوام للعدة والشدة والنائبة فلم أر عندهم من الكرم، وطلبت الغنى من وجهه فلم أر أغنى من القنوع، تصدقت بالذخائر فلم أر صدقة أنفع من ردّ ذي ضلالة الى هدى، وشيّدت البنيان فلم أر شيئا أرفع من اصطناع المعروف، ولبست الكسى الفاخرة فلم ألبس شيئا مثل الصلاح، وطلبت الأشياء عن الناس فلم أر شيئا أحسن من حسن الخلق. * قال أحد الشعراء: ربّوا على الانصاف فتيان الحمى تجدوهم كهف الحقوق كهولا *قال ربّ العالمين: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرّقوا واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم أعداء فألّف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا}. (آل عمران 103). * وحصيف قول أبي تمام: هو البحر من أي النواحي أتيته فلجّته المعروف والجود ساحله تعوّد بسط الكفّ حتى لو أنه ثناها لقبض لم تطعه أنامله ولو لم يكن في كفّه غير نفسه لجاد بها فليتّق الله سائله * وحصيف قول المعرّي: اذا شئت أن تلقى المحاسن كلها ففي وجه من تهوى جميع المحاسن * قال سيد العالمين ص: «يُسلّم الراكب على الماشي والماشي على القاعد والقليل على الكثير» (رواه أبو داود والترمذي).