تعاني منظومة الارشاد الفلاحي بولاية منوبة شغورا في 20 مركزا من جملة 43 مركزا تابعا ل6 خلايا إرشاد ترابية تغطي كامل المناطق الفلاحية بالولاية و تعمل بالتنسيق مع كافة المتدخلين في القطاع ويأتي هذا الشغور نتيجة النقص في الرصيد البشري و تقلص عدد المرشدين بمراكز خلايا الإرشاد، حسب ما أكده المندوب الجهوي للتنمية الفلاحية، الهادي الحمروني، اليوم الاربعاء، خلال ندوة جهوية للمندوبية . وأضاف، خلال الندوة التي نظمتها المندوبية بالتعاون مع وكالة الإرشاد والتكوين الفلاحي حول تفعيل دور الإرشاد بولاية منوبة ، أن النقائص المسجلة أثرت على تحقيق الاهداف الأساسية لمنظومة الإرشاد الفلاحي المتمثلة في تنمية القطاع الفلاحي بتحسين مردودية الإنتاج النباتي والحيواني، إلى جانب التحكم في الموارد المتوفّرة بالمستغلات الفلاحية . وأوضح من خلال عرض موثّق أن منظومة الارشاد الفلاحي تعاني أساسا من الضُّعف على مُستوى التغطية المحلية وتفتقر الى الوسائل اللوجيستية في الإعلامية والشبكة المعلوماتية والاتصال ووسائل التنقل، فضلا عن عدم مسايرة تكوين المرشدين لتطور أساليب الإنتاج ومناهج الإرشاد الفلاحي وغياب التخصص للمرشدين حسب الخاصيات الإنتاجية للجهة مع انشغال أعوان الخلية بمهام أخرى غير الإرشاد في حيز كبير من الوقت، على غرار توزيع سمادي "السداري" و"الامونيتر"ومتابعة تقدم الموسم. وبيّن أن إشكاليات منظومة الارشاد الفلاحي ترتبط بوضع فلاحي عام بولاية منوبة يتميز يوضع عقاري معقد وتشتت للملكية، فضلا عن كبر سن المستغلين وتدنّي المستوى التعليمي ومديونية الفلاحين وتملح وتغدق الأراضي الفلاحية وتقادم شبكات الري بالمناطق السقوية وعدم إقبال الفلاحين على الانخراط في الشركات التعاونية وعدم تطبيق التداول الزراعي ثم تعدد المتدخلين في قطاع الإرشاد، على غرار بائعي الأدوية. ومن جانبه، ذكر مدير عام وكالة الإرشاد والتكوين الفلاحي، خميس الزياني، في تصريح ل (وات) بالجهة، انه وفي ظل الاشكاليات والنقائص التي يعانيها قطاع الارشاد الفلاحي وخاصة اللوجيستية والنقص في الموارد البشرية يظل دور الوكالة وظيفيا مع العمل على تحسين اداء القطاع حسب الامكانيات المتاحة وتتعهّد المندوبيات الجهوية للتنمية الفلاحية بتوفير حاجيات خلايا الإرشاد من إمكانيات مادية وبشرية .وذكر أن الندوة التي جمعت المصالح الفنية والهياكل المهنية وكذلك الإتحاد الجهوي للفلاحة خصصت لتسليط الضوء على مشاغل المرشدين واشكاليات المنظومة نظرا للدور المحوري الذي تلعبه في النهوض بالإنتاج الفلاحي، كما تم خلالها تقديم مقترحات عملية لرد الإعتبار لهياكل الإرشاد وتحسين أدائها ونجاعة تدخّلها تفاعلا مع مشاغل المنتجين وانتظاراتهم . وطالب المرشدون والفنيون، خلال اللقاء، بتحسين وضعياتهم المهنية وخاصة فيما يتعلق بالمساكن الوظيفية على اعتبار تواجد اغلبهم بمناطق نائية وتوفير سيارات تضمن نجاعة تدخلاتهم الميدانية وقربهم من الفلاحين مع ملائمة تكوينهم مع المستجدات والتطورات التي يشهدها قطاع الفلاحة بنسق متسارع .