تونس 30 ديسمبر 2010 (وات) - انتظمت يوم الخميس بتونس الندوة الوطنية حول الإرشاد الفلاحي بمشاركة عدد من المرشدين والمختصين في المجال. وتتنزل هذه الندوة في إطار تفعيل الإجراءات المنبثقة عن المجلس الوزاري المنعقد في 8 ديسمبر 2010 بإشراف الرئيس زين العابدين بن علي حول الإرشاد الفلاحي. وترتكز المقاربة الجديدة في مجال الإرشاد الفلاحي على تحديد المهام المنوطة بعهدة المرشد الفلاحي وإدخال مفهوم الإرشاد الهادف الى جانب الإرشاد العام وتشجيع التكوين والتخصص تفاديا لنقائص التجربة الحالية إضافة إلى وضع خطة لتكوين 200 إطار من حاملي الشهائد العليا. وبين السيد عبد السلام منصور وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري لدى افتتاحه أشغال الندوة أن الاهتمام الرئاسي بالإرشاد الفلاحي نابع من مكانة الإرشاد كركن أساسي لدعم الفلاحة وتطويرها وتعزيز مساهمتها في التنمية من خلال تدعيم الإحاطة بالفلاحين وتعميم اتباع الأساليب الحديثة في الإنتاج . وأكد أن المقاربة الجديدة تأخذ بعين الاعتبار إلى جانب الانصات الى مشاغل الفلاحين الأهداف الجوهرية التي رسمها رئيس الدولة للقطاع والخيارات الوطنية التي تختزلها الخارطة الفلاحية وذلك من خلال توفير عدد من المنتجات الاستراتيجية وضمان التلازم بين العرض والطلب وإحكام توجيه الفلاحين. وأشار الوزير الى أهمية اعتماد نمطين من الإرشاد يتعلق الأول بالإرشاد الفلاحي العام الذى يرتكز على القواعد الاساسية للنشاط الفلاحي ويعتمد على نتائج البحوث بمساندة جهاز يوفر المعلومة ويؤطر المرشدين العامين وتقوم به وكالة الإرشاد والتكوين الفلاحي بالتنسيق مع الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري. أما النمط الثاني فهو يتصل بالإرشاد الهادف والمتخصص وهو موجه لقطاعات استراتيجية وذات أولويات وطنية على غرار الحبوب وتربية الماشية وزيت الزيتون والتمور والقوارص والفلاحة البيولوجية والفلاحة الجيوحرارية والخضر وتربية الاحياء ويرتكز على هياكل المساندة من مراكز فنية ودواوين قطاعية وذلك بالتنسيق مع المنظمة الفلاحية. ولاحظ انه سيتم توفير العدد الكافي من المرشدين من ذوي الاختصاص والكفاءة حسب خصوصيات الجهات وما تقتضيه نتائج الخارطة الفلاحية وذلك ببلوغ مرشد لكل 600 فلاح مقابل مرشد لكل 1050 فلاح حاليا. كما سيتم للغرض إعداد أدلة علمية وتنظيم دورات تكوينية لفائدة المرشدين فضلا عن إحداث شهادة تعليم عالي متخصصة في الإرشاد ووضع برامج تكوين فني متواصل للمرشدين حسب حاجيات مناطق تدخلهم تواكب تطورات القطاع بالاعتماد على التقنيات التكوينية الحديثة. وأكد الوزير في هذا الإطار توسيع مجالات تدخل المعهد الوطني للبيداغوجيا والتكوين المستمر الفلاحي بسيدي ثابت لتشمل تطوير التقنيات الإرشادية الميدانية من خلال الانفتاح على التجارب المماثلة خدمة لأهداف هذه المقاربة. وعبر السيد مبروك البحري رئيس الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري فى مستهل كلمته عن إكبار العائلة الفلاحية الموسعة لما تضمنته الكلمة التى توجه بها الرئيس زين العابدين بن علي أول أمس الى الشعب التونسي والتى أكد فيها مجددا حرصه الثابت والقوي على دعم مسيرة التنمية وتحسين ظروف عيش المواطنين في كل شبر من البلاد. وأكد ان التحديات الجديدة المطروحة على الفلاحة التونسية من حيث التغيرات المناخية والاقتصادية وارتفاع كلفة الانتاج وتنامي الشروط التي تفرضها الأسواق على مستوى الجودة والاسترسال والسلامة تقتضي مساندة الفلاحين وتاطيرهم باعتبار ان الارشاد يمثل الحلقة الأهم لتحسين أداء المنتجين لبلوغ فلاحة متطورة كما وكيفا. وبين ان هذه الندوة تشكل فرصة لوضع خطة مشتركة بين الوزارة والاتحاد لتجاوز النقائص المطروحة فى مجال الإرشاد الفلاحي والرفع من نسبة تأطير وتكوين الفلاحين وهى نسبة لازالت ضعيفة. وينتظر ان يتم تنظيم 3 ندوات اقليمية حول المقاربة الجديدة للإرشاد الفلاحي خلال شهر جانفي 2011 بكل من القيروان وجندوبة وتوزر.