حث مراقبون سياسيون الفصائل الفلسطينية في غزة على العمل على وضع خطة متكاملة توضح رؤيتها للمشاركة في إدارة القطاع قبل الانسحاب الاسرائيلي المرتقب منه وحذروا من خطورة عدم جاهزية الفصائل وتوافقها مع السلطة الفلسطينية بهذا الصدد. وأكدت حركة «حماس» موافقتها على المشاركة في حوار وطني وطالبت بتشكيل جيش وطني فلسطيني لحماية الأرض وقالت انها ترفض انسحابا اسرائيليا مشروطا. وقد أعلنت اذاعة الجيش الاسرائيلي أمس ان اسرائيل ستنسحب من قطاع غزة بحلول أكتوبر 2005 بموجب جدول زمني حددته لجنة حكومية تعد خطة لاجلاء المستوطنين والجنود من القطاع. لكن محللين سياسيين حذروا من خطورة عدم جاهزية فصائل المقاومة والسلطة الفلسطينية إذا ما فاجأت اسرائيل الجميع بالانسحاب من غزة قبل هذا التاريخ. توافق وطني وقال المحلل السياسي حسن الكاشف انه لابد من أن تكون جاهزية السلطة والفصائل الفلسطينية للانسحاب الاسرائيلي مكتملة في أسرع وقت ممكن سواء على المستوى السياسي أو الميداني من خلال قيادة سياسية موحدة تتحمل مسؤولياتها في إدارة القطاع كمنطقة محررة خالية من الاحتلال. وأضاف الكاشف: «علينا ألا نعطي شارون الذرائع باظهار الفشل في إدارة غزة مما قد يعطل الانسحاب من الضفة ومن ثمة الادعاء بأن الفلسطينيين غير مؤهلين لحكم أنفسهم». ونصح الكاشف الفصائل الفلسطينية بتكثيف حواراتها في هذه المرحلة بالذات من أجل الوصول إلى رؤية واضحة تضمن حق الجميع في صنع القرار بغزة. ومضى المحلّل الفلسطيني يقول إنه «ليس أمام قيادات السلطة والفصائل سوى أن يتفقوا فورا على حماية للشعب والمشروع الفلسطيني حتى لا تساهم بطريق غير مباشر في تنفيذ رغبة شارون في خلق فتنة داخلية». ورأى الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل انه ينبغي على الفلسطينيين مواجهة خطة شارون بأخرى بديلة تقلل من مخاطر الانسحاب وتستفيد من ايجابياته عبر ربط هذه الخطة بحل سياسي يلبّي المشروع الوطني الفلسطيني ويكون متصلا بتحرير الضفة الغربية والقدس وكذلك حل قضايا الوضع الدائم. وأكد عوكل ان ترتيب الوضع الفلسطيني الداخلي شرط أساسي للتعامل مع نتائج الانسحاب الاسرائيلي ولتحويل الخطة الاسرائيلية إلى برنامج ينتقل بموضوع المفاوضات والحلّ الشامل إلى مراحل متقدمة. موقف «حماس» وأعلنت حركة المقاومة الاسلامية «حماس» موافقتها على المشاركة في اجتماع مرتقب بالقاهرة يضمّ كافة الفصائل الفلسطينية ويبحث المقترحات المصرية بشأن استقرار الأوضاع في قطاع غزة بعد الانسحاب الاسرائيلي المحتمل منه. وأكد ممثل الحركة في لبنان أسامة حمدان ان «حماس» تؤيد الانسحاب الاسرائيلي من غزة ولكن دون قيد أو شرط موضحا انه إذا كان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون يريد ثمنا سياسيا فإن الحركة ليست مستعدة لاعطائه وستستمر في المقاومة. وقال عضو القيادة السياسية لحركة «حماس» اسماعيل هنية من جانبه إن الحركة قد توقف عملياتها داخل قطاع غزة إذا ما كان الانسحاب الاسرائيلي شاملا. وتساءل هنية «حين يخلو القطاع من قوات الاحتلال والمستوطنين فما هو مبرر المقاومة في القطاع فعندئذ ستراقب «حماس» تطور الأحداث والوقائع على الأرض. وانتقدت «حماس» اقتصار الدور المصري في غزة على الدور الأمني مؤكدة انها لا تعتقد في ان الدور المصري هو الدخول في مواجهة مع «حماس» أو التحريض على ذلك. وطالب عضو القيادة السياسية ل»حماس» محمود الزهار بضرورة تشكيل الجيش الوطني الفلسطيني. وقال ان «حماس» ستسعى من خلال الاتصالات مع الأطراف الفلسطينية إلى العمل على تشكيل هذا الجيش لحماية الأرض واستكمال مسيرة البناء داعيا مصر إلى المساهمة في بناء هذا الجيش. وأكد الزهار أن «حماس» ستسعى إلى المشاركة في صنع القرار في حال الانسحاب الاسرائيلي من غزة. وأضاف القيادي في «حماس» ان الحركة لن تقبل سياسة الاقصاء ولن تقف عند حدّ الرفض بل ستعمل على تحقيق عدل المشاركة». وأوضح الزهار «نحن أبناء هذا الوطن ولسنا مستوطنين فيه ونحن السواعد التي نزفت الدماء لطرد الاحتلال».