القرآن والتنمية الذاتية: 10 آيات تغيّر الحياة    جريمة مروعة: مقتل امرأة خنقا على يد زوجها..وهذه التفاصيل..    وكالة النهوض بالاستثمارات الفلاحية تصادق على مشاريع بقيمة 19،1 مليون دينار    عاجل: غلق طريق حيوي بالعاصمة أيام السبت والإثنين.. وزارة التجهيز توضّح وتدعو إلى الحذر    انعقاد ندوة المندوبين الجهويين للصناعات التقليدية للاقليميين الاول والثالث بولاية جندوبة    الإمارات تدين مخطط إسرائيل بالسيطرة على الحرم الإبراهيمي..    دراما عائلية على تيك توك الجزائر.. ضرب والد وفضح طليق    كاميرا مقابل كيس طحين.. قصة صحفي من غزة    إستعدادا لانطلاق منافسات الرابطة الأولى: برنامج المباريات الودية للأندية التونسية    خاص: ناجح فرح يعزز صفوف النادي الإفريقي    بنزرت: وزير التجهيز والاسكان يتفقد تقدم اشغال مشروع تهيئة وتجديد قسم الولادات الدكتور رشيد التراس لطب النساء والتوليد ببنزر    30٪ من الناجحين يرسبون في أوّل عام جامعي... علاش؟    ارتفاع تدريجي في درجات الحرارة بداية من يوم غد السبت    في سهرة مشتركة على ركح الحمامات: "سوداني" و"جذب" يحلّقان بالجمهور بجناحي البوب والإنشاد الصوفي    حفل كولدبلاي في بوسطن يفضح علاقة سرية للملياردير آندي بايرون    12 سنة سجناً ضدّ مدير سابق بشركة الحلفاء بالقصرين    قريبًا: التونسيون بالخارج يمكنهم التصريح بالعُملة عن بُعد..كيفاش    باريس سان جيرمان يتعاقد مع حارس المرمى الإيطالي ريناتو مارين ل 5 مواسم    الجامعة التونسية لكرة القدم تكشف عن روزنامة الموسم الرياضي 2025-2026    الحماية المدنية : 170 تدخلا لإطفاء الحرائق في الأربع والعشرين ساعة الأخيرة    مدنين: حملة لمقاومة الاستغلال العشوائي للشواطئ ومدى احترام محتوى التراخيص    عاجل/ البيت الأبيض يكشف الوضع الصحي لترامب..    معهد الرصد الجوي يؤكد أن شهر جوان 2025 كان أشد حرّا من المعتاد    محكوم بالسجن : ليلة القبض على بارون ترويج المخدرات في خزندار    "إيران تتجه لإعادة تسليح حزب الله والحوثيين".. تقرير أميركي يكشف..#خبر_عاجل    باش تخرج فيزا قراية ولا تبادل ثقافي لأمريكا؟ راجع حساباتك على السوشيال ميديا قبل    اتصالات تونس تواصل الإيفاء بتعهداتها تجاه عمال المناولة    أستاذ تونسي يُفسّر ''ناقصات عقل ودين''    د. أسامة بركات: حجر المرّارة ما يتفتّتش...والحلّ الوحيد هو استئصالها!    قهوة على الريق؟ برشة يعملوها... وقليل يعرفو خطورتها    الملوخية.. لازمها تدخل في طاولتك بانتظام هاو علاش    إجراءات صحية يجب على ترامب اتباعها بعد تشخيصه ب"القصور الوريدي المزمن"    غزة.. عشرات الشهداء والجرحى وقصف يستهدف النازحين والمنازل والبنى التحتية    وزيرا الفلاحة والتجارة يشرفان على اجتماع لمتابعة وضعية تزويد السوق بالمنتجات الفلاحية ومواجهة الاحتكار    الرابطة الأولى: نضال الخياري مدربا جديدا لإتحاد بن قردان    جامعة كرة القدم تكشف عن رزنامة الموسم الرياضي 2025-2026    اليوم درجات حرارة عالية والشهيلي داخل على الخط    طقس اليوم : الحرارة في ارتفاع طفيف    عاجل: شارع رئيسي في سُكرة يُغلق 10 أيام.. ما الذي يحدث؟    فانس: ترامب لم يرسل هكذا رسالة .. أين الدليل؟    نقابة الصحفيين تنعى الصحفي يوسف الوسلاتي: وداعًا لأحد أعمدة الكلمة الحرة    تزويد مركز الوسيط بطريق المطار في جهة صفاقس بتجهيزات طبية جديدة    مباريات ودية: نتائج يوم الخميس وبرنامج نهاية الأسبوع    موجة حر تضرب تونس خلال هذه الفترة... درجات الحرارة قد تصل إلى47°    الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب ديني واجتماعي    بعد حجز 700 طن من المواد الفاسدة: محتكرون ومهرّبون متورّطون في الإرهاب الغذائي    وصفتها بأنها معلّمتها الأولى ..وفاة والدة الفنانة هند صبري    اسألوني: يجيب عنها الأستاذ الشيخ: أحمد الغربي    خطبة الجمعة: موقف الإسلام من الإسراف والتبذير: حسن ترشيد استهلاك الماء    المندوبية الجهوية للثقافة بسليانة تعلن عن برمجة مهرجان سليانة الدولي    عاجل: بسبب قناة صرف مياه منهارة... أشغال مستعجلة تُغلق شارعًا رئيسيًا بسكرة    ندوة صحفية يوم الاثنين المقبل للاعلان عن برنامج الدورة ال30 للمهرجان المغاربي للفروسية ببوحجلة    هام/ انجاز طبي نوعي بقسم الأنف والأذن والحنجرة بالمستشفى الجامعي بقابس..    مهرجان الحمامات الدولي: مسرحية "ام البلدان" تستعير الماضي لتتحدث عن الحاضر وعن بناء تونس بالأمس واليوم    ''ننّي ننّي جاك النوم''... الغناية اللي رقدنا عليها صغار...أوّل مرّة بش تقراها كاملة    الجامعة التونسية لكرة القدم تصدر بلاغ هام..#خبر_عاجل    "كريم الفيتوري يدعو إلى تحالفات بين علامات تونسية لاكتساح أسواق زيت الزيتون العالمية"    "تعبت".. تدوينة مؤثرة ترافق استقالة مفاجئة للنائبة سيرين مرابط وتثير تفاعلاً واسعًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من وحي الخاطر: من جدّ وجد.. ومن زرع حصد وبالتوفيق ان شاء الله لأبنائنا الممتحنين
نشر في الشروق يوم 18 - 06 - 2005

مثال معروف يحثنا على الكدّ والعمل حتى نجني بحول الله الثمار على الوجه المؤمل. وهو يشمل جميع المجالات بما فيها طلب العلم والاجتهاد فيه وهو ما تعلمناه عندما كنا صغارا ووعيّنا به تلاميذنا لما صرنا كبارا وهو ما سأركز عليه في مقالي هذا.
فلقد لاحظت في الايام الماضية تعدد الملفات والحوارات في الاذاعة والتلفزة والصحافة والمتعلقة بكيفية الاستعداد للامتحانات النهائية. وكانت الريبورتاجات Reportages توحي بأن الجميع في وضعية استنفار قصوى وكأنهم في حالة طوارئ وفي مواجهة معركة لا يعلم مصيرها الا الله.
وبالرغم من اننا نعيش هذه المواقف بالرغم منا من الابتدائي (الاساسي حاليا) الى الثانوي حتى العالي وبقدر ما اساير العائلات والممتحنين لهفتهم وانتظاراتهم ورهبتهم بقدر ما كنت اتمنى لو تم التطرق لهذا الموضوع الحساس منذ افتتاح السنة الدراسية او على الاقل في نهاية الثلاثي الثاني لان النصائح التي قدمت ومهما كانت ثمينة وفي مصلحة ابنائنا فإنه يصعب ان تجد صداها الآن لان ما اعوجّ لا يمكن تقويمه في هذه الفترة ولو بعصا سحرية.
ومهما تظاهرنا برفع المعنويات فإن الخوف من المفاجآت غير السارة يبقى دائما احببنا ام كرهنا سيد الموقف والمسيطر على الاذهان والعاطفة. وتبعا لذلك نجد الاغلبية على الاعصاب وفي توترات متواصلة تنعكس على المزاج والصحة الجسدية والنفسية وعلى العلاقات المتبادلة الى غاية موعد الاعلان عن النتائج.
وحتى المثل المشهور الذي انطلقت منه قد لا يصدق في بعض الاحيان اذ ان هناك من يجدّ ولا يجد وهناك من لا يجدّ ويجد ولكن لا يجب ان يكون تعلّة للتقاعس واليأس والقنوط، وما على الذي يرغب في النجاح الا الالتزام بالنظام والانضباط والمواظبة والاجتهاد.
وحتى ان اخفق فما دام مرتاح الضمير فلن تكون الطامة الكبرى. وبمزيد من الارادة وبكثير من الايمان بقدراته يسترجع انفاسه وبكل عزيمة يواصل مشواره ويلحق بالركب ان شاء الله.
ومع ذلك يبقى المثل القائل: «عند الامتحان يكرم المرء او يهان» طاغيا على افكارنا ووجداننا. ومهما سعى البعض الى تلطيف الجزء الاخير منه ليصبح: «عند الامتحان يكرم المرء ولا يهان» فإن هذا التلطيف يدخل في باب المجاملة حتى لا اقول المواساة.
لان الاهانة تصرّ على ان تلعب دورها في هذه المناسبات لتصيب المخفق وعديد الاطراف والجهات بسهامها الحادة.
ولكم تألمت عندما طالعت مؤخرا في جريدة يومية وفي اول يوم من اجتياز باكالوريا هذا العام مقالا لصحفي جهوي بعنوان «هل تنجح ولاية..... في الباكالوريا؟».
ولم يكتف بذلك بل ذكّرنا بأنها كانت في ذيل الترتيب في السنة الماضية 20022003 بين الجهات. ثم تساءل بعد تقديم بعض المعطيات ان كانت ستتقدّم هذه السنة ام ستبقى راسبة؟ أبهذه الطريقة تعالج الامور؟ وهل هناك سخرية واهانة اقسى من هذه نحو جهة سماها باسمها؟ ألم يدرك حجم مسّ كرامة العاملين فيها في الحقل التربوي؟ والغريب ان نسبة النجاح التي اعلنها تعد محترمة. وحتى ان كان من حقه ان يغار على منطقته وان ينشد الأفضل كان عليه ان ينتهج سياسية اللين وان يتوخى الاساليب البيداغوجية البنّاءة.
ويعلم الجميع ان المربي هو اول متعرض للتكريم او الاهانة، فبقدر ما تكون نتائج تلاميذه في المستوى بقدر ما يعلو شأنه ويكرّم تكريما لائقا به. وبقدر ما يبتلى بالعكس تطعنه الاهانة في الصميم وبطرق متنوعة. ولقد مررت بهذه التجارب وهذه التناقضات طوال حياتي المهنية الى ان تقاعدت.
ولقد صدق احد المربين حين صرّح بأن شعور المربي هو شعور الباني مع وجود فرق. فالبناء مستقر في مكانه ويمكن زيارته وتجسيم الجهد المبذول فيه وقد يدوم مئات السنين بينما بناء الانسان متحرك ومتطوّر. وعلاقة التلاميذ بمدرّسيهم لا تدوم اكثر من ثلثي العام. والامتحان على الحق ليس للتلميذ او الطالب بل هو اساسا للمدرس الذي يرعى عمله ونتائجه التي توضع في المحكّ كل سنة.
والى ان نلتقي اتمنى التوفيق لكل الممتحنين حتى تعم الافراح بيوت كل التونسيين ان شاء الله.
*المربي المتقاعد: عثمان الهيشري


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.