يبدو أن الخلاف الذي شقّ تركيبة المكتب التنفيذي للاتحاد العام لطلبة تونس منذ ما يزيد عن السنة والنصف لم يخب وهجه بعد، ففي الوقت الذي تستعد فيه الهياكل التي يترأسها الأمين العام عز الدين زعتور لعقد مجلسها الوطني خلال شهر أوت القادم تباشر «المجموعة» التي يقودها الأمين العام جمال التليلي آخر مراحل الاعداد لمؤتمر التصحيح. وبحسب وثيقة صادرة عن الهيئة الادارية الوطنية بتاريخ 4 جوان 2004 أمضاها الأمين العام جمال التليلي حصلت «الشروق» على نسخة منها من المنتظر أن تنهي اليوم أو غدا هيئة ادارية استثنائية أعمالها التي تتضمن الاتفاق حول شعار «مؤتمر التصحيح» وآجال ومكان انعقاده. وكان التليلي قد أشار ل»الشروق» أن «الهيئة الادارية المجتمعة يوم 4 جوان الجاري بكلية الحقوق بتونس قد أقرّت التقدم بشكل حاسم ونهائي في اتجاه تحويل الشعار الى واقع وتتويج مسار التصحيح النقابي الذي يقول عنه محدثنا أنه حظي بالتفاف كبير من أوسع الجماهير الطلابية رغبة في اعادة الاعتبار لاستقلالية الاتحاد ولسلطة هياكله المنتخبة وتحقيقا لآمال مناضلي الاتحاد ونواب مؤتمره في ظلّ التعايش الديمقراطي الذي يعدّ ضمانة أساسية لاستمرار عمل الاتحاد في صالح الجماهير الطلابية». في تواز مع تصريحات التليلي أشار عز الدين زعتور ل»الشروق» الى أن «الاتحاد» هو منظمة واحدة ولها قيادة شرعية وقانونية منتخبة وأن المسار الحالي للمنظمة سليم وخال من كل التجاوزات وبالتالي فإن الدعوة الى مؤتمر تصحيح هو «عمل تخريبي» يهدف الى ضرب المنظمة الطلابية وإلقاء الضرر بوحدة الصف الطلابي، وأضاف زعتور: «نحن ندعو التليلي وجماعته الى الكف عن ادعاءاتهم والالتحاق بالهياكل الحالية للمنظمة التي تبقى هياكل قادرة على تجميع كل الطاقات والآراء». وشكّك زعتور في صحة التمشي الذي ينتهجه «خصمه» وزميله السابق في المكتب التنفيذي جمال التليلي وقال: «هي دعاية سياسية مبنية على الوهم، لقد انتهى اليوم عصر الثورجية المغلوطة، والاتحاد سيواصل عمله وهو أكبر من كل المؤامرات وهو منخرط بجهد من أجل الدفاع عن الطلبة وحقوقهم المشروعة وفق الامكانيات المتوفرة. وأفاد «زعتور» ل»الشروق» أن المجلس الوطني للاتحاد سينعقد بالمهدية في الفترة من 15 الى 21 أوت القادم وقال: «ستعمل اللجان التي ستنبثق عن المجلس على إعداد تصورات وتقديم مقترحات تهم أبرز الملفات المطروحة على الساحة الجامعية والتي لها علاقة بمطالب التعليم العالي والتسيير الديمقراطي داخل المؤسسات الجامعية والخطة العملية لكيفية التوسع وخلق آليات جديدة للعمل النقابي ودعم العمل الثقافي بالفضاءات الجامعية. وفند الأمين العام للاتحاد العام لطلبة تونس المنتخب في مؤتمر بئر الباي الصائفة الفارطة كل المزاعم عن «تهاون» المكتب التنفيذي وهياكل المنظمة في التعاطي مع الملفات الطلابية وقال: «لقد أثبتت التجربة خلال السنة الجامعية الحالية أن التوجهات العامة التي توخيناها أثمرت عدة نتائج مهمة وتأكدت النجاعة في تسوية الملفات مما أعاد المصداقية للاتحاد على المستوى الجامعي الطلابي وعلى المستويين الوطني والدولي في علاقة بالأحزاب والمنظمات والجمعيات..»، وأضاف: «كل الملفات التي مرّت على مجالس التأديب تمّت معالجتها عبر تدخلات من الاتحاد، كما أن الاتحاد قد وقف خلف توفير ظروف دراسية مريحة وإعانات اجتماعية لعشرات من الطلبة».وأكد «زعتور» أن المجلس الوطني القادم سيبرز بصفة جلية ونهائية نجاح الاتحاد بهياكله الحالية في تجميع كل الفصائل والأطراف السياسية في الجامعة التي ستحضر الأشغال وستدلي برأيها في جل المواضيع والملفات المطروحة وأضاف: «المجلس الوطني سيعبر عن المشاكل الحقيقية للجامعة وعلى رأسها معضلة التشغيل وبطالة أصحاب الشهائد، وأنه سيكون المرآة العاكسة للواقع الطلابي الصحيح».