أفاد مدير مكتب مفتشي الأممالمتحدة عن أسلحة الدمار الشامل العراقية المزعومة بظهور محركات صواريخ بعيدة المدى في الأردن قادمة من مواقع في العراق لا تخضع لحراسة مما يثير قلقا لاحتمال تهريب قطع ومواد عسكرية ممنوعة من العراق. ونفت عمان هذه المزاعم مؤكدة أن شحنات الخردة القادمة الي الأردن تخضع لرقابة شديدة. وحذر ديميتريوس بيريكوس القائم بأعمال المدير السابق للجنة المراقبة والتحقق والتفتيش التابعة للأمم المتحدة هانس بليكس في جلسة مغلقة لمجلس الأمن من أن عددا كبيرا من أجزاء المعدات يتم نقلها من العراق باعتبارها قطع خردة. قطع عراقية وقال بيريكوس «عثرنا على مزيد من المحركات وبعض الاجزاء الأخرى في الأردن» مضيفا أن «الأمور تزداد سوءا، ذلك أن كثيرا من الأشياءتخرج من البلاد». وأوضح ايوني بوكانان المتحدث باسم بيريكوس أن المواد والمعدات التي أخذت من المواقع العراقية تشتمل على مواد التخمير وتجفيف المواد المجمدة وأعمدة تقطير وأجزاء من صواريخ وأوعية مفاعل نووي وهي وسائل مناسبة لإنتاج أسلحة بيولوجية وكيمياوية فضلا عن محركات صواريخ بعيدة المدى، وكانت لجنة المراقبة والتحقق والتفتيش التي تستخدم الصور الفوتوغرافية والرقم المسلسل قد أبلغت في وقت سابق عن اكتشاف محركات «اسي اي 2» بين قطع خردة في مدينة روتردام الهولندية وهي من نفس نوع المحركات التي عثر عليها في الأردن وكانت تستخدم في برنامج صواريخ «الصمود 2». ولا يعرف مصير فرق التفتيش في ظل الحكومة العراقية المؤقتة التي ستتولى السلطة في موفّى الشهر الجاري. وأطلع يريكوس مجلس الأمن على تقريره الأخير الذي أظهر صورا التقطت بالاقمار الصناعية لمحرّكات عثر عليها في هولندا وموقعا في العراق جرّد من معداته ربما بواسطة أشخاص نهبوا محتوياته. والموقع الذي يطلق عليه «مخازن الشموخ» ويقع شمال غربي بغداد كان يحتوي على معدات يمكن أن تستخدم في صنع أسلحة كيمياوية وبيولوجية وكان يخضع لمراقبة لجنة المراقبة والتحقق والتفتيش. وقال بيريكوس انه يمكن استخدام خبراءالاسلحة في اللجنة في مجالات دولية أخرى لنزع الاسلحة مثل برنامج مجلس الأمن الجديد لمكافحة الارهاب الذي يسعى الى معاقبة المتعاملين في السوق السوداء الذين يتاجرون في مكونات الأسلحة النووية والكيمياوية والبيولوجية. نفي أردني ونفت عمان أمس مزاعم العثور على محركات الصواريخ العراقية في سوق الخردة بالأردن. وأكدت المتحدثة باسم الحكومة الأردنية أسماء خضر أن نقطة الحدود الأردنية العراقية تخضع لرقابة مشددة من خلال وسائل فنية متقدمة جدا للتأكد من سلامة الشحنات من الخردة الداخلة الى الأراضي الأردنية من الاشعاعات أو أية محظورات. وأكدت المتحدثة الأردنية في تعقيبها على ما ذكره ديميتريوس بيريكوس أن ذلك التقرير الأممي لم يذكر من قريب أو من بعيد أن مثل تلك المواد التي عثر عليها هي صواريخ عراقية محظورة. وأوضحت أسماء خضر أن طبيعة القطع الموجودة في المنطقة الحرة في الموقّر شرقي الأردن هي قطع خردة لعربات وآليات عسكرية مدمرة كانت تابعة للجيش العراقي وقد استوردها تجار عراقيون وشركات أجنبية على هذا الأساس. وأشارت المتحدثة الى أن عمليات الفحص والتدقيق الصارمة التي يقوم بها الأردن على حدوده مع العراق تنطبق على كل الشحنات الواردة من العراق سواء الى السوق الأدرني أو تلك الشحنات التي تتخذ من الأردن ممرّا لها الى دول أخرى.