في لقاء صحفي عقده قبيل مغادرته تونس بحضور وزير الشؤون الخارجية السيد الحبيب بن يحيى، عبّر وزير الخارجية الاسباني، السيد ميغال موراتينوس عن رضاه التام، إزاء الزيارة التي أداها والمباحثات الي أجراها مع الرئيس زين العابدين بن علي. وقال موراتينوس انه كان له شرف لقاء الرئيس بن علي، واصفا إياه بصديق اسبانيا الكبير والزعيم العربي والمتوسطي، كما أجرى مباحثات مع وزير الشؤون الخارجية السيد الحبيب بن يحيى، مذكّرا بدعمه له خلال مهمته السابقة كمبعوث للاتحاد الأوربي في الشرق الأوسط. وقال موراتينوس انه جاء الى تونس يحمل رسالة واضحة مفادها رغبة الحكومة الاسابنية الجديدة في دعم العلاقات الثنائية بين تونسواسبانيا وكذلك نية اسبانيا في استعادة الأولوية التي كانت تمنحها لعلاقاتها مع دول المغرب العربي، أو ما كان يسمى خلال عهد الحكومة الاشتراكية السابقة، بالسياسة الشاملة، للعلاقات مع دول المغرب العربي، وللمساعدة في بناء مغرب عربي موحد، تتمنى اسبانيا أن يتم انجازه في أقرب وقت ممكن. وقال موراتينوس انه اتفق مع نظيره السيد الحبيب بن يحيى من أجل استئناف الاتصالات لتنظيم لقاءرفيع على مستوى الوزيرين الأولين في البلدين بأسرع وقت ممكن، مضيفا أنه ربما يتم عقد هذا اللقاء في جويلية المقبل بتونس. وأشار الى أن محادثاته في تونس شملت المسائل الدولية والتحديات الاقليمية، سواء على المستوى المغاربي، أو استئناف المسيرة المتوسطية أو الأوضاع في الشرق الأوسط والعراق. ولاحظ أن تونسواسبانيا يتقاسمان نفس المواقف والرؤى وكذلك نفس التصميم على بناء السلام والاستقرار في المنطقة. وفي ردّه على سؤال حول الارهاب، قال موراتينوس أن مقاومة الإرهاب هو ملف يحظى بالأولوية بالنسبة لاسبانيا، مضيفا أن تونس أكدت تصميمها وتعاونها مع اسبانيا اثر اعتداءات مدريد، وان هذا التعاون يتدعم أكثر فأكثر. وقال انه تمّ الاتفاق على استمرار التشاور في هذا المجال لتحديد الآفاق والامكانيات في مقاومة الارهاب. وبشأن مبادرة الشرق الأوسط الكبير، قال موراتينوس انها مبادرة جيدة، إلا أن بناء الشرق الأوسط الكبير ينبغي أن يعود الى دول الشرق الأوسط نفسها. وأشاد بالنجاح الكبير الذي حققته القمة العربية بتونس، معتبرا أن ذلك سمح بإيجاد قفزة نوعية في مسيرة الاصلاحات ضمن العائلة العربية، مضيفا، ان كل المبادرات الدولية، في هذا الاطار، سيكون مرحّب بها، ودعا الى تحديد هوية وآليات كل مبادرة، مذكرا بالمسيرة الأورومتوسطية باعتبارها مبادرة الاتحاد الأوروبي، ومشيرا الى المبادرة الأمريكية التي تبنتها مجموعة الدول الثماني وقال انه ينبغي ايجاد القواسم المشتركة بين كل هذه المبادرات، حتى يتسنّى لأطراف منطقة الشرق الأوسط أن تقرر بنفسها، وليس عبر الضغط أو التوجيه، الطريق الذي عليها أن تسلكه في معركتها من أجل الحداثة مجدّدا الاشارة الى أنهم سعداء بما توصلت اليه قمة تونس من قرارات. وفي ردّه على سؤال حول الصحراء الغربية قال ان طموح كل الأطراف في المنطقة هو التوصل الى حل نهائي لقضية الصحراء، مشيرا الى أن بلاده قررت المساعدة في جعل جميع الأطراف يعودون الى الطريق الذي يؤدي في نهاية الأمر الى حل نهائي. وقال اننا نعتقد أنه علينا أن نتحلّى بالمسؤولية التاريخية، للمساعدة في حلّ هذا المشكل الذي يستمر منذ ثلاثين سنة ويعطل مسيرة الاندماج المغاربية وقال ان بلاده ستحاول صحبة أطراف أخرى العمل في سياق منظمة الأممالمتحدة والقرارات التي اتخذت في هذا المجال.