مشكل السرقة عند الاطفال والانهيار العصبي والمشاكل العائلية هي مجمل المحاور التي نطرحها من خلال العدد الجديد من العيادة النفسية. سيتولى الأستاذ منذر جعفر الاجابة عن مختلف التساؤلات المطروحة من خلال الرسائل التي وردت علينا هذا الأسبوع. * الحالة الأولى ابني عمره 6 سنوات مشكلته تتمثل في كثرة السرقة وخاصة سرقة لعب أخيه الأصغر منه حاولنا اقناعه بالتخلي عن هذه العادة السيئة لكنه واصل السلوك نفسه. * سوسن (حمام الأنف) * الردّ (1) : يمكن تفسير التجاء ابنك الى السرقة بأنها نتية حتمية لأزمة نفسية يمرّ بها ولا شك أن سببها الرئيسي هو الغيرة من الأخ الصغير والتي دفعته لا شعوريا الى السرقة وذلك لشعوره بالاهمال. وقد أكدت الدراسات العلمية أن السرقة في هذه المرحلة العمرية هي نتيجة لخلل في توازن شخصية الطفل الذي يعاني من مشاكل خفية متعددة كالغيرة، الاهمال العائلي، الطلاق أو فقدان أحد الوالدين. لذا ننصحك سيدتي بالتقرّب أكثر من ابنك والاعتناء به عناية خاصة وإحاطته بالعطف والمحبة. وحاولي أن تقنعيه أن السرقة قد تسبب له بعض المشاكل منها نفور الآخرين منه وانها جريمة يعاقب عليها القانون. * الحالة الثانية : عمري 40 سنة توفيت زوجتي منذ سنتين وتركت لي ثلاثة أبناء، أصيب ابني الأكبر بانهيار عصبي وانقطع عن الدراسة لمدة سنة حاولت اعادته للدراسة من جديد لكنه لم يستطع مجاراة النسق الدراسي بسبب الأوجاع التي تنتابه من حين إلى آخر، كيف يمكن معالجته؟ * مراد (منوبة) * الردّ (2) : سيّدي، إن الانهيار العصبي يستلزم علاجا طبيا ونفسيا مركزا واعادة الادماج الاجتماعي والمدرسي للشخص المصاب بهذا المرض يتطلب تحضيرا نفسانيا خاصا حتى لا يصاب المريض بنكسة.. ننصحك سيدي بالاقتراب من ابنك أكثر واحاطته بالعناية والعطف والحنان لإخراجه من هذه الحالة.. حاول كذلك تغيير المناخ والاطار الاجتماعي الذي يعيش فيه ابنك وابعاده عن كل ما من شأنه أن يذكره بوالدته مع العلم أنه بإمكانك الاستنجاد بمعالج نفساني لمساعدتك على اخراجه من هذه الأزمة النفسية. * الحالة الثالثة : أنا شاب أبلغ من العمر 20 سنة طالب بالجامعة أعيش في محيط عائلي مشحون بالخلافات والمشاحنات اليومية وتخلّى والدي عنا وتميز بمغادرته المتكررة للمنزل وأصبح يهدد والدتي بالطلاق. * أمير (القيروان) * الردّ (3) نضجك الاجتماعي وثقافتك تخولان لك لعب دور مهم في ترميم عائلتك القريبة الانهيار فحاول اعتماد أسلوب الحوار البناء مع والدك لتعرف الحقائق التي يخفيها عنكم ودراستها دراسة موضوعية وذلك لإيجاد الحلول الناجعة التي من شأنها أن تنعكس بصفة ايجابية على وضعكم العائلي وإعادة بناءجسر التواصل بين مختلف الأفراد.