اون لاين – محمد الطاهر: كتب الاستاذ بالجامعة التونسية والمنسق العلمي لشبكة باب المغاربة للدراسات الاستراتيجية صلاح الداودي نصا تلقت الشروق اون لاين نسخة منه تحدث فيه عن ماهو الستراتيجي في الحرب الدائرة في سوريا وكيف ان النصر فيها سيكون حتما نصرا كبيرا على كيان الاحتلال الذي يعي جيدا ان هناك من القوة والاسلحة الاستراتيجية التي لا يمكن له ان يقاومها عند انتصار الجيش العربي السوري التي بات قريبا. وجاء النص كالتالي: "فيما يستعد كيان العدو الصهيوني لكل الاحتمالات مجريا مناورات جديدة على الاف 15 هذا اليوم ومشيدا لملاجئ جديدة في مناطق مختلفة في حيفا شمال فلسطينالمحتلة، تركز تقديراته الأمنية على مسألتين هما حتمية الرد الإيراني على العدوان على مطار تيفور وضرورة الإبقاء على مسافة الأمان مع روسيا، فيما يحاول الايهام بأن احتمال العدوان الأمريكي المتجدد على سوريا قرار لا شأن له به مع الإقرار أنه ضروري أيضا. في الحقيقة يعلم كيان الاحتلال أكثر من غيره أن السلاح الإستراتيجي الذي يهدد وجوده هو تحديدا سلاح الصواريخ الباليستية ويعرف تماما ان الحرب الدائرة على الأراضي السورية تنقل كل الرهانات في المستقبل من الجو إلى البحر. وهو بشكل غير مسبوق يقف على أرض ليست له ولا يستطيع حماية السماء فوقه ولا يمكن أن ينجو من الغرق في البحر في أي لحظة وهذا هو المدار الحقيقي إلى جانب البر (الجولان وكفر شوبة وشبعا) لكل مخاوفة من تعبيد طريق المقاومة من طهران حتى المتوسط. ان ما لم يقله التاريخ تقوله الجغرافيا وما لم يكن في الماضي كامن لا محالة في المستقبل. فعندما تشق طريقك إلى الحرب كما يقول المفكرون، عليك أن تصلي لنفسك مرة، وعندما تشق طريقك إلى البحر عليك أن تصلي لمرتين. واما وانت تريد الطريق إلى سوريا فلن تدري عدد الصلوات ولن تدري لمن سوف توجهها ولن تدري من سوف يستجيب في بلاد الشام المباركة "عمود الإسلام إلى يوم الدين" وخيمة المقاومة حتى التحرير. يقال أيضا ان الغارقين في بحر اوهامهم أكثر من الغارقين في أعماق البحار. والواقع يقول ان الغارقين في أرض سوريا لا خلاص لهم سوى الاستسلام. ينطبق ذلك تماما على وضع كيان العدو الإستراتيجي. غير ان التناقض الكبير في المصالح الاستراتيجية وفي العقائد الاستراتيجية وفي الأسس الحضارية والأخلاقية للتحالفات التاريخية والإستراتيجية أيضا يجعلنا نتوقع طورا جيوسياسيا واسعا من ملاحم البحار. واول هذه الملاحم صمود سوريا بفضل دماء أبنائها وهي تدخل عامها الثامن وبفضل الحلفاء أيضا. سوريا التي تشق بنا البحار نحو التحرر الإستراتيجي الشامل للمنطقة العربية والإسلامية هي أول أرض وأول سماء وأول بحر ملاحم لانها أول من اتخذ القرار: قرار تشبيك البحار في إطار مشروع القرن وأبعد وهو مشروع الشرق الأكبر والاوسع. وما قبلت تسليم غازها ونفطها وارضها وبحرها وشق قلبها لتعبر الوحوش. ولذلك ستنتصر وتتحول الملاحم إلى مكتسبات في طريق الحرير وتتحول إلى قوة إقليمية نووية في الوقت الذي يلزم وتظل خيمة الجبهة الإقليمية التي ينتصر منها مشروع إزالة كيان العدو الصهيوني من الوجود. الحرب التي تريدها أميركا ومن معها سيحصلون عليها ذات يوم. وتظهر آيات النصر يوما بعد يوم".