قال الرئيس الفلسيني ياسر عرفات انه يتفهم «الطبيعة اليهودية» للكيان الاسرائيلي.... وفي مقابلة مع صحيفة هآرتس الاسرائيلية نشرتها أمس أعرب عرفات عن استعداده للسيطرة على قطاع غزة ولإبرام اتفاق مع الجانب الاسرائيلي حول مقايضة أراض وحول قضية اللاجئين الفلسطينيين متسائلا «لماذا يحق لمسيحيي روسيا بالعودة بينما يمنع المسيحي الفلسطيني؟». وردا على سؤال للصحيفة الاسرائيلية حول ما اذا كان يتفهم ان اسرائيل يجب ان تبقى دولة يهودية، أجاب عرفات قائلا : «بالتأكيد لقد اعترفنا بها رسميا وبشكل واضح اثناء اجتماع مجلسنا الوطني الفلسطيني عام 1988». وكان المجلس الوطني الفلسطيني قد اعترف لدى اجتماع له بالجزائر في عام 1988 بحق اسرائيل في العيش في حدود آمنه، دون ان يشير الى الطبيعة اليهودية لليكان الاسرائيلي. استعداد.. عرفات وقال الرئيس ياسر عرفات انه لا يمكن لأي قائد فلسطيني ان ينكر حق اسرائيل في الوجود، مشيرا بذلك الى قرارالمجلس الوطني الفلسطيني عام 1988 الذي وصفه ب»الهام جدا»، وأضاف : «انه قرار للمجلس الوطني الفلسطيني الذي يمثل الفلسطينيين في كل انحاء العالم والذي تمت المصادقة عليه بحضور الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون عام 1996». وكان المجلس الوطني الفلسطيني قد شطب عام 1996 بارتياح كبير من الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون البنود التي تنكر حق اسرائيل في الوجود من الميثاق الوطني الفلسطيني. وقد تم تأكيد شطب هذه البنود من طرف المجلس الوطني الفلسطيني خلال اجتماع تاريخي في غزة حضره الرئيس بيل كينتون. ** توضيح ونقلت الصحيفة العبرية عن عرفات قوله ايضا انه بإمكانه ان يقبل عدم عودة جميع اللاجئين الى أراضيهم في اطار اتفاقيات يتم ابرامها مع الجانب الاسرائيلي.وقال عرفات : «ان اللاجئين الفلسطينيين يعيشون في مناطق عديدة على غرار الاردن ومصر والمانيا وبشمال أوروبا... وهؤلاء لا يمكن لهم ان يعودوا جميعا الى أراضيهم». وأضاف : «.. في لبنان يوجد حاليا نحو مائتي ألف لاجئ يعيشون في ظروف صعبة جدا موضحا انه من غير العادل ان يعود المسيحيون الروس الى أراضيهم بينما يبقى المسيحي الفلسطيني خارج وطنه». من جهة أخرى نقلت صحيفة «هآرتس» عن الرئيس ياسر عرفات قوله انه مستعد لإبرام تفاهمات مع الجانب الاسرائيلي تشمل مقايضة أراض يسترجع بموجبها الفلسطينيون نحو 98 بالمائة من أراضي الضفة الغربية. وحسب ما أوردته الصحيفة ذاتها فإن عرفات اعرب عن استعداده ايضا للاعتراف بتولي اسرائيل السيطرة على «حائط المبكى» و»الحي اليهودي» في القدسالمحتلة في اطار اتفاق يتولى بموجبه الفلسطينيون السيادة على هذا الجزء من المدينة المقدسة. ومن جانب اخر اشار الرئيس ياسر عرفات الى ان أجهزة الامن الفلسطينية مستعدة الآن للسيطرة على الوضع في قطاع غزة بعد الانسحاب الاسرائيلي المفترض منه.