يحذر كتاب جديد أصدره أحد كبار ضباط وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) من أن الولاياتالمتحدة أخذت تخسر الحرب ضد ما أسماه «الإسلام الراديكالي» وأن غزو العراق قد خدم فقط العدو. وقال الكاتب الذي كان ترأس مكتبا خاصا لتعقب زعيم القاعدة أسامة بن لادن وأتباعه، أن «القادة الأمريكيين يرفضون قبول ما هو واضح» ويضيف «إننا نقوم بمحاربة ثورة إسلامية على نطاق العالم، وليس الإجرام أو الإرهاب، وإن سياستنا وإجراءاتنا فشلت في إيجاد أكثر من ثغرة بسيطة في قوى العدو.» ويوصف الكاتب في كتابه «الاستكبار الإمبريالي» بأنه «مجهول» ولكن مسؤولين سابقين في ال سي آي إيه وصفوه بأنه رجل مخضرم أمضى 22 عاما في وكالة المخابرات المركزية وما زال يعمل في مركز كبير في مكافحة الإرهاب في الوكالة وأنه ترأس محطة ابن لادن في الفترة ما بين 1996-1999. ويقدم الكتاب الذي يقع في 309 صفحات نظرة سريعة غير عادية على مدرسة من مدارس التفكير داخل الوكالة ويتضمن انتقادا شديدا لحكومتي كلينتون وبوش. ويقول الكاتب إن التهديد متأصل في المعارضة ليس للقيم الأمريكية، بل للسياسات والأعمال الأمريكية وبخاصة في العالم الإسلامي. ويندد الكاتب بالغزو الأمريكي للعراق باعتباره حربا تتسم بالجشع ومعدة مسبقا ودون أي استفزاز ضد عدو لم يشكل أي تهديد وشيك.» وقال إن هذه الحرب ستؤجج المشاعر المناهضة للولايات المتحدة التي حركها ابن لادن وأتباعه. وأضاف «وما من شيء كان يأمل به ابن لادن أكثر من غزو العراق واحتلاله.» وقال الكاتب في مقابلات مع وسائل الإعلام الأمريكية شريطة عدم الكشف عن هويته «لقد كتبت لأنني أعتقد أن الولاياتالمتحدة في ورطة، وإننا لم نقدر بعد أبعاد المشكلة أو حجمها» وقال «لقد خدمت ابن لادن بزيادة المزيد من الكراهية للولايات المتحدة». وأعرب عن تأكده من أن القاعدة ستهاجم الولاياتالمتحدة مرة أخرى وأن ضربتها القادمة ستكون أكثر ضررا من ضربة 11 سبتمبر 2001 وقد تشمل استخدام أسلحة دمار شامل.