كابول - واشنطن (الشروق - وكالات) تبنت حركة «طالبان» الأفغانية أمس الهجوم الانتحاري الذي أودى بحياة 8 أمريكيين ثبت انهم يعملون في قاعدة تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي ايه) في ولاية خوست شرق أفغانستان، في أحدى أكثر الهجمات الدموية التي تعرض لها الأمريكان خلال العام المنقضي. وقال ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم «طالبان» إن المهاجم هو مسؤول عسكري أفغاني فجر سترة ناسفة خلال اجتماع لمسؤولي وكالة المخابرات المركزية في اقليم خوست بجنوب شرق البلاد. وكتب مجاهد في رسالة بالبريد الالكتروني يقول «ان هذا الهجوم القاتل نفذه فرد شجاع من الجيش الأفغاني حين كان مسؤولو المخابرات الأمريكية منشغلين بالبحث عن معلومات عن المجاهدين». وأوقع هذا الهجوم أكبر عدد من القتلى في صفوف «ال سي آي ايه» وكان الأكثر جرأة خلال الحرب ويبرز المدى الذي وصلت اليه عمليات «طالبان» وقدرتها على التنسيق في وقت بلغ فيه العنف أعلى مستوى منذ بدء الغزو في 2001. وعندما سئل المتحدث باسم «طالبان» عن كيفية تمكن الانتحاري من شن الهجوم على قاعدة عسكرية أجنبية أجاب «بما أن الرجل كان ضابطا فلم يواجه صعوبة تذكر». وأقر مسؤولون أمريكيون بأن القتلى موظفون في وكالة «سي آي ايه» وقال مسؤولو دفاع ان عدة اشخاص أصيبوا أيضا خلال التفجير، لكن لا يوجد من بين القتلى جنود من القوات الأمريكية أو قوات حلف شمال الأطلسي. وكانت ال «سي أي ايه» اعترفت في وقت سابق بمقتل أربعة ضباط في القتال في افغانستان في السنوات الثماني الماضية .. وقال نائب مدير ال سي آي ايه «السابق جون ماكلاغلين «انه كابوس كنا نتوقعه منذ ذهبنا الى أفغانستان والعراق» وأضاف «شعبنا في كثير من الأحيان على خط الجبهة من دون قوة حماية كافية، ويعرضون أرواحهم للخطر بكل معنى الكلمة». ويذكر أن ال«سي آي ايه» قامت بهدوء بتعزيز صفوفها في افغانستان في الأسابيع الأخيرة، مما يعد انعكاسا لزيادة عدد القوات العسكرية في افغانستان. وقام ضباط الوكالة بتنسيق الهجمات الأمريكية التمهيدية على افغانستان عام 2001 ومنذ ذلك الحين قدمت المئات من الجواسيس والقوات شبه العسكرية والمحللين في المنطقة للقيام بأدوار تتراوح بين مكافحة ما يسمى «الارهاب» و مكافحة المخدرات. كما قامت الوكالة بعمليات ملاحقة وقتل لعناصر وكوادر «طالبان» و «القاعدة» في الأقاليم القبلية على الجانب الباكستاني من الحدود، وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية ايان كيلي «اننا نأسف للخسائر في الأرواح في هذا الهجوم» وكان عدد القتلى الأمريكيين في افغانستان قبل الهجوم الأخير قد وصل في عام 2009 الى 309 منذ بدء الحرب التي تشنها وتقودها الولاياتالمتحدة، وهو أعلى عدد في سنة واحدة، من بينهم 11 عسكريا أمريكيا قتلوا منذ الأول من ديسمبر 2009. وكانت الكتيبة الكندية في افغانستان اعلنت أن 5 كنديين هم 4 جنود وصحفية قتلوا الثلاثاء الماضي في انفجار عبوة ناسفة لدى مرور آليتهم المدرعة في قندهار (جنوبافغانستان) من جهة اخرى وصل وزير الدفاع الفرنسي ايرفيه موران أمس الى كابول حيث أمضى رأس السنة مع الجنود الفرنسيين المنتشرين هناك كما أجرى محادثات مع الرئيس الأفغاني حميد قرضاي وقائد قوات الاحتلال الأمريكي وقوات حلف شمال الأطلسي ستانلي ماكريستال.