ظل ممدا على الفراش، فراش الموت ربما آخر لحظات له قي عالم الوجود، لا يريد الموت لأن هناك من يعيش لأجله. هي حبيبته التي تلازمه تفرح لفرحه وتحزن لحزنه خاطبها وهو يلامس يديها الصغيرتين بكل حنان : «حبيبتي لا أريد الموت الا لأجلك». تقول وهي تمسح دموعها : «لا تقل شيئا عن هذا سيلهمك الربّ الصحة». يقول : «لا يا ملاكي اني أشعر بأجلي يقترب». تقول وهي تمسك بيديه : «لا يمكن ان يكون هذا». يقول : «لا سأنتظر حبيبتي في جنة الخلود وستكونين حوريتي هناك». تبتسم برأفة : «لعل الله يشفيك ونكمل حياتنا هنا مع بعضنا». يقول بتقطع وأنين : «ستلازمك روحي فلك الهناء». تقول : «كيف لي أن أعيش ومن دونك فوجودك حياتي». يزداد تأوها وأنينا ويقترب أجله شيئا فشيئا وينتفض جسده انتفاضتين ثم يصبح جثة هامدة ويفارق الحياة. اشتد البكاء والعويل وكانت حبيبته أكثر تأثرا من غيرها لقد مات أنيسها ورفيقها وصعدت روحه الى السماء يشيع جثمان الفقيد والجميع في حالة أسى عدا روحه التي غمرها الفرح... وتتوالى السنوات وينبت على قبر الحبيب العشب وتأتي الحبيبة لزيارته صحبة غريب لا يعرفه جسد الميت ولا حتى روحه. تخاطب الغريب : «رحمه الله». الغريب : «ومن يكون هذا الذي رحمه الله». الحبيبة : «لقد كان مميزا ونزيها». فتفرح الروح لما سمعته... الغريب بلهجة بغيظة : «ألهذا الحد ترينه؟ ومن يكون؟». الحبيبة : «انه زميل الدراسة كان مقبلا على الحياة الى ان فاجأه المرض وزال عن عالم الوجود». يحتضنها الغريب بحنان دافق وفياض ويحملها خارج المقبرة الى مكان هادئ حالم. وتحزن الروح لما رأته وسمعته وتتساءل، هل هو ذلك الجسد الزائف في عالم الوجود ام ان طبيعة جل الناس هكذا وتتمزق الروح حزنا ثم تعود للفرح لقد أدركت الحقيقة. * عبد السلام السمراني (تونس) ------------------------------------------- **شدّي على الذكرى * الاستاذ محمد الساسي دهان (قبلي) سلام عليك... وألف سلام على ناظريك فأنت السلام وأنت الوئام وغضّ الزهور على وجنتيك وأنت الربيع روح الوجود حملت الربيع على راحتيك وأنت الوفاء وأنت السخاء ودفء الحياة على شفتيك وأنت صباح ليلة عشق لبّت مرادي من كاحليك لك أحمل عطر الفؤاد وحلية حب لمعصميك فأذكر دوما إني حبيب وفيّ صدوق يحنّ اليك فأنسج شعرا رقيق المعاني لطيف البيان تاجا عليك فإن عاودتك ذكراي يوما فشُدي على الذكرى في أصغريك ----------------------------------------------- **أعشق الصمت لست من عشّاق السهر فالليل ملاذي تهدأ عنده جوارحي بعد رحلة الصخب فمالي والثرثرة وما حاجتي للسهر كلا فأنا أعشق الصمت وأرنو الى السكينة فدعوني وشأني فلكم سمركم ولي صمتي! * خالد عبير (صفاقس) --------------------------------------------- **جنازة النجمة موحش حزن النجمة يا أبي ذاكرتها الموغلة الغياب لفجر... قد لا يجيء تشرد في القلب تسعون حلما ضوءها يتربص بي كفاكم علينا دموعكم دعونا نحصي انكساراتنا هو ذا حزني اكبر مني اخرجوا من ذاكرتي موحش سيلان النهر بلا اتجاهات يا أبي حزن النوارس اكبر موح صمت الشوارع يا أبي والقلب مقصلة الغائب موحش انحناء العصافير للنجمة المعلقة بلا ضوء أفي كل عام جديد أقيم جنازة روحي..؟ وفي الضفة الاخرى مخاض لغة جديدة * جميل عمامي (جماعة المشرب الجامعي) ---------------------------------------------- **الموت يبكي بغداد بكى الموت في بغداد ومزّق صوت المدافع سكون الفجر لا مدّة في دجله ولا في الفرات جزر لا سماء... ولا نجوم غير مناحة البوم على كل قبر تلعثم القاموس ولم ينطق الحبر أين الشرق... من الغرب وأين السنّة.. من الفرض أسوار بابل وحدها تعلن الحرب. مغول، تتر النحو يريد جلبابا ليستتر ماغول، تتر رفقا الفارس الملثم بالباب ينتظر ماغول تتر رفقا فالنار في الهشيم واللهب لا ينتشر..؟ *محمد علي المدوري (بوسالم) ---------------------------------------------- **ردود سريعة * معز سوسة : «لحظة ضعف عابرة» ننتظر أفضل منها، دمت صديقا لواحة الابداع. * خولة العكرمي الناظور : مرحبا بك صديقة جديدة ل»واحة الابداع»، ننتظر منك نصوصا أخرى. * أحمد بشيني عين دراهم : شكرا على ثقتك في «الشروق» ننتظر مساهمات أخرى منك. * خالد صفاقس : «ويبقى بصيص أمل» لم تكن في مستوى نصوصك السابقة، دمت صديقا ل»واحدة الابداع».