قضية منتحل صفة مسؤول حكومي.. الاحتفاظ بمسؤول بمندوبية الفلاحة بالقصرين    مخاطر الاستخدام الخاطئ لسماعات الرأس والأذن    صفاقس تُكرّم إبنها الاعلامي المُتميّز إلياس الجراية    مدنين: انطلاق نشاط شركتين أهليتين في قطاع النسيج    سوريا... وجهاء الطائفة الدرزية في السويداء يصدرون بيانا يرفضون فيه التقسيم أو الانفصال أو الانسلاخ    في انتظار تقرير مصير بيتوني... الساحلي مديرا رياضيا ومستشارا فنيّا في الافريقي    رابطة الهواة لكرة القدم (المستوى 1) (الجولة 7 إيابا) قصور الساف وبوشمة يواصلان الهروب    عاجل/ "براكاج" لحافلة نقل مدرسي بهذه الولاية…ما القصة..؟    الاحتفاظ بمنتحل صفة مدير ديوان رئيس الحكومة في محاضر جديدة من أجل التحيل    الطبوبي في اليوم العالمي للشغالين : المفاوضات الاجتماعية حقّ ولا بدّ من الحوار    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    انهزم امام نيجيريا 0 1 : بداية متعثّرة لمنتخب الأواسط في ال«كان»    نبض الصحافة العربية والدولية... الطائفة الدرزية .. حصان طروادة الإسرائيلي لاحتلال سوريا    الوضع الثقافي بالحوض المنجمي يستحق الدعم السخي    أولا وأخيرا: أم القضايا    المسرحيون يودعون انور الشعافي    إدارة ترامب تبحث ترحيل مهاجرين إلى ليبيا ورواندا    المهدية: سجن شاب سكب البنزين على والدته وهدّد بحرقها    الجلسة العامة للبنك الوطني الفلاحي: القروض الفلاحية تمثل 2ر7 بالمائة من القروض الممنوحة للحرفاء    الكورتيزول: ماذا تعرف عن هرمون التوتر؟    انتخاب رئيس المجلس الوطني لهيئة الصيادلة رئيسا للاتحاد الافريقي للصيادلة    لماذا يصاب الشباب وغير المدخنين بسرطان الرئة؟    وزير الإقتصاد وكاتب الدولة البافاري للإقتصاد يستعرضان فرص تعزيز التعاون الثنائي    مصدر قضائي يكشف تفاصيل الإطاحة بمرتكب جريمة قتل الشاب عمر بمدينة أكودة    عاجل/ تفاصيل جديدة ومعطيات صادمة في قضية منتحل صفة مدير برئاسة الحكومة..هكذا تحيل على ضحاياه..    الطب الشرعي يكشف جريمة مروعة في مصر    تونس العاصمة وقفة لعدد من أنصار مسار 25 جويلية رفضا لأي تدخل أجنبي في تونس    ارتفاع طفيف في رقم معاملات الخطوط التونسية خلال الثلاثي الأول من 2025    بالأرقام/ ودائع حرفاء بنك تونس والامارات تسجل ارتفاعا ب33 بالمائة سنة 2024..(تقرير)    إقبال جماهيري كبير على معرض تونس الدولي للكتاب تزامنا مع عيد الشغل    وزير الصحة: لا يوجد نقص في الأدوية... بل هناك اضطراب في التوزيع    عاجل/ مجزرة جديدة للكيان الصهيوني في غزة..وهذه حصيلة الشهداء..    الطبوبي: انطلاق المفاوضات الاجتماعية في القطاع الخاص يوم 7 ماي    نحو توقيع اتفاقية شراكة بين تونس والصين في مجال الترجمة    يوم دراسي حول 'الموسيقى الاندلسية ... ذاكرة ثقافية وابداع' بمنتزه بئر بلحسن بأريانة    البطولة العربية لالعاب القوى للاكابر والكبريات : التونسية اسلام الكثيري تحرز برونزية مسابقة رمي الرمح    بطولة افريقيا للمصارعة بالمغرب: النخبة التونسية تختتم مسابقات صنفي الاصاغر والصغريات بحصيلة 15 ميدالية منها 3 ذهبيات    توقيع عدد من الإصدارات الشعرية الجديدة ضمن فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب    عاجل/ المُقاومة اليمنية تستهدف مواقع إسرائيلية وحاملة طائرات أمريكية..    تونس العاصمة مسيرة للمطالبة بإطلاق سراح أحمد صواب    صادم: أسعار الأضاحي تلتهب..رئيس الغرفة الوطنية للقصابين يفجرها ويكشف..    التوقعات الجوية لهذا اليوم..طقس حار..    قيس سعيد: ''عدد من باعثي الشركات الأهلية يتمّ تعطيلهم عمدا''    محمد علي كمون ل"الشروق" : الجمهور على مع العرض الحدث في أواخر شهر جوان    توجيه تهمة 'إساءة استخدام السلطة' لرئيس كوريا الجنوبية السابق    منذ سنة 1950: شهر مارس 2025 يصنف ثاني شهر الأشد حرارة    كأس أمم إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة للسيدات: المنتخب المغربي يحرز لقب النسخة الاولى بفوزه على نظيره التنزاني 3-2    وفاة أكبر معمرة في العالم عن عمر يناهز 116 عاما    منظمة الأغذية والزراعة تدعو دول شمال غرب إفريقيا إلى تعزيز المراقبة على الجراد الصحراوي    معز زغدان: أضاحي العيد متوفرة والأسعار ستكون مقبولة    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    مباراة برشلونة ضد الإنتر فى دورى أبطال أوروبا : التوقيت و القناة الناقلة    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ملفات الشروق: رياح الجنوب تهب على غرب السودان: من يشعل الحرائق؟ ومن يدفع للتدويل؟!
نشر في الشروق يوم 18 - 06 - 2005

ما ان اقتربت الحكومة السودانية من ايجاد تسوية لمشكل الجنوب الذي ظل ينزف لحوالي نصف قرن، حتى اندلعت ازمة جديدة، في دارفور، تهدد الغرب السوداني ولا تخفي تطلعات أصحابها الانفصالية، على الرغم من رفع هؤلاء شعار المشاركة في السلطة والثروة على غرار المتمردين في الجنوب.
اشكال جديد يطرح، ضمن مسألة واسعة يطرحها السودانيون وهي قضية الهوية والتنمية. فالسودان خلافا لكل البلدان العربية هو قطر قاري، من حيث مساحته وامتداده وتنوع جيرانه وتعددهم، وهو كذلك من حيث تعدد قبائله الذي يناهز الخمس مائة قبيلة تتكلم 130 لغة... وهو اضافة الى كل ذلك، على التماس بين العروبة والاسلام من جهة وبين الانتماء الافريقي الوثني المسيحي من جهة أخرى. والوثنية هي العبادة الطبيعية للأفارقة، وهم بذلك لا ينفرون من الإسلام بل يتطلعون إليه ويحاولون الاقتراب منه ولكن اعتناق المسيحية من قبل أقليات في الجنوب وبعض أقاليم السودان نتيجة للاستعمار الأوروبي وحملات التبشير يجعل موقف هذه الأقليات موقفا دفاعيا متحفزا ازاء الشمال المسلم، زاده ريبة وتوجسا كل الحملات الدعائية التي تلتصق بالعرب والمسلمين ومنها خاصة تجارة الرقيق....
هذا الاشكال الجديد يتنزل أيضا في اطار قضية التنمية المطروحة بحدة في السودان خلال هذه السنوات فهذا البلد القاري الذي تفوق مساحته مليونين ونصف كلم مربع ويفوق عدد سكانه الخمس وثلاثين مليون نسمة، ويمتلك من مقدرات الثروة ما يجعله رائدا لو توفرت له فسحة للاستقرار يعيش واقعا اقتصاديا متخلفا نتيجة لعدة أسباب أهمها الحروب وخاصة في الجنوب، وكذلك الاضطرابات «المصدرة» من الدول الافريقية المجاورة التي تعيش هي نفسها اضطرابات مستمرة وكذلك تفويت الطبقات السياسية السابقة في السودان الفرصة لايجاد تنمية حقيقية واهتمامها بالمعارك والمفردات السياسوية الفوقية، وعدم التركيز على ايجاد تنمية حقيقية في السودان.
اليوم واضافة الى المقدرات الزراعية والمائية الهائلة التي يمتلكها هذا البلد تبين أيضا أن فيه ثروة بترولية واعدة حيث يقول الخبراء أنه بعد سنتين فقط يكون بامكان السودان استخراج مليون برميل من النفط يوميا وهي بداية مبشرة حسب هؤلاء فهذه الثروة القادمة حركت الأطماع الخارجية المرتبطة خاصة بالشركات البترولية الدولية، وهي أمريكية خاصة وذلك ما يفسر الاهتمام الأمريكي الزائد بالتسوية في الجنوب وبالاحداث في دارفور كما حركت الداخل، مطالبين بتوزيع «عادل» لثروة لم تتحقق بعد، وبتقاسم السلطة في بلد شاسع مترامي الأطراف والمقاطعات متعددة الأثنيات، وهو أمر ترى الحكومة إنها جادة فيه، من خلال الاتفاق المبرم في الجنوب، والذي ينص على حكم السودان بصفة لامركزية وتمكين الولايات السودانية الخمس والعشرين من حكم نفسها بنفسها وفي هذا الاطار المعقد تتنزل مشكلة دارفور التي زادت في تعقيدها، محاولات التدخل الأجنبي، للتحريض في البداية من خلال تأجيج حساسية الخلافات وتحويلها من خلافات يومية عادية ناجمة عن الاحتكاك الى خلافات عرقية قومية... ثم لمحاولة التدويل وفرض مسيرة جديدة «للتسوية» وربما قوات دولية أو توجه لفصل الغرب السوداني وغيرها من المؤامرات التي ان لم تنجح في تفكيك هذا البلد العربي فإنها قد تنجح في زرع بؤر عدم استقرار واضطراب فيه... وبالتالي المزيد من التأخر والفوضى...
ملف من اعداد راضية الزيادي
** هكذا تحول خلاف بين الرعاة والمزارعين... الى «تطهير عرقي وإبادة»!
تونس الشروق
خلال هذه الأيام، تستعد الحكومة السودانية وحركة التمرد في الجنوب السوداني الى امضاء اتفاق اجرائي ينفذ الاتفاقات السابقة ويكون خطوة أولى نحو التوقيع على اتفاق نهائي وتاريخ 3 أوت المقبل، يضع حدا لنصف قرن من الحرب الأهلية أراقت دماء الأخوة في الوطن وأضاعت فرصا تنموية عديدة...
واذا كان الشعب السوداني يستعد لتنفس الصعداء، وتحويل اهتمامه نحو ثروة واعدة، هي كميات هامة جدا ومؤكدة من البترول في كل الاراضي السودانية يدعمها انفتاح استثماري عالمي على هذا البلد العربي الافريقي الشاسع، فإن مشكلة جديدة تنفجر غرب السودان تحرك خيوطها جهات أجنبية، طالما اصطادت في المياه العكرة في الجنوب وقد بدأت هذه المشكلة بفعل تلك الجهات تحث الخطى نحو التدويل وتنذر بانفتاح جبهة جديدة من الاضطرابات وعدم الاستقرار.
غير بعيد عن الجنوب، يمتد اقليم دارفور بولاياته الثلاث المترامية الأطراف وكما في الجنوب، فإن هذه المنطقة محكومة أيضا بالتداخل القبلي وبتمدد المشاكل عبر الحدود وكما في الجنوب أيضا فإن بعض الجيران يمارسون هواية الضغط على الأطراف من أجل زعزعة القلب في الخرطوم... وكما في الجنوب كذلك تبدو الأصابع الخارجية عن القارة نفسها ناشطة في تحريك الأوضاع... انطلق التمرد في الغرب خلال التسعينات استعمل المتمردون السلاح، والكثير من أساليب وشعارات ووسائل الحركة الشعبية لتحرير السودان أو حركة التمرد في الجنوب. وقد استغل المتمردون في ذلك عدة عوامل منها الاضطرابات «التقليدية» في تشاد وافريقيا الوسطى، حيث الامتداد القبلي يتجاوز الحدود الرسمية، وحيث تتوفر الأسلحة، ومن العوامل أيضا الخلافات التقليدية بين المكونات القبلية في اقليم دارفور حيث يتشكل السكان من مزراعين ورعاة، وعادة ما يقع الاحتكاك بين الرعاة وبين المزارعين عندما تتقاطع المصالح وهي احتكاكات زاد من حدتها سنوات طويلة من الجفاف، دفعت الرعاة الى التوجه من شمال الاقليم الى جنوبه، بحثا عن الماء والمرعى، الأمر الذي لم يقبله المزارعون بيسر... احتكاكات، خلقت في النهاية أرضية مناسبة للصائدين في الماء العكر من أجل ايجاد منفذ الى الداخل السوداني... كان من الطبيعي أن تحاول حركة التمرد ايجاد حلفاء لها، خارج الجنوب وكان من الطبيعي أن يعمل الجيران على ايجاد متنفس لمشاكلهم خارج حدودهم... وكان من الطبيعي في النهاية ان يحاول البعض اكساء الخلاف «طابعا عصريا» ليتحول من خلاف بين الرعاة والمزارعين الى خلاف بين «القبائل العربية» و»القبائل الافريقية» ليتحول بعد ذلك الى تطهير عرقي وحرب ابادة وذلك ما تقوله بعض جهات دولية اليوم.
مليشيات «عربية»!حيث تعتبر هذه الجهات أن الحكومة السودانية تدعم المليشيات العربية المسلحة وخاصة منها قبيلة «الجنجويد» التي تقوم «بترويع» القبائل الافريقية وتهجيرها خارج ديارها ونحو العراء.... وبذلك وضعت المسألة من وجهة نظر هؤلاء في دائرة التطهير العرقي والتطرف المدعوم من قبل الحكومة.
وبالمقابل تعتبر الحكومة السودانية ان ما يحدث هو محاولة لبث الفتنة بين القبائل العربية والافريقية، المتداخلة أصلا، وان المتمردين المدعومين من قبل الجنوب انما يطمحون الى احتلال عدد من المدن في اقليم دارفور ثم المطالبة بحماية دولية تفرض الأمر الواقع غير أن المتمردين فشلوا في تحقيق هذا المخطط العسكري عندما حاولوا احتلال مدينة «الفاشر» عاصمة ولاية شمال دارفور، وتم دحرهم من منطلق انه من الواجب الدستوري لأي حكومة، حماية البلاد من مثل هذه المخاطر خاصة وأن المتمردين يتلقون الأسلحة من الخارج وعبر الطائرات البعض منها من طائرات الاغاثة التي توفرها المنظمات غير الحكومية وقد تم افشال مهمات عديدة من هذا النوع بعد الشك في حمولة الطائرة أو في مسيرتها، بما يؤكد أن المتمردين انما ينفذون جدول أعمال أجنبي، وانهم يحصلون على وسائل هامة لتحقيق هذا الهدف.
«دولة» المنظمات غير الحكومية
ومن الملفت للانتباه ذلك الدور الذي تقوم به منظمات الاغاثة الدولية في مناطق عديدة من السودان، وهي التي تقف وراء الحملة الدولية حول هذه القضية وقد ذكر لنا الدكتور حسن مكي، وهو أحد أبرز المفكرين الاستراتيجيين السودانيين في حوار أجريناه معه في شهر جانفي 2003 بالخرطوم انه يوجد بالجنوب السوداني دولة هامة جدا وهي «دولة» المنظمات غير الحكومية... ويضيف أن هذه المنظمات صرفت على الجنوب السوداني خلال العشر سنوات الماضية حوالي بليون ونصف البليون دولار. هناك حوالي 90 منظمة موجودة في جنوب السودان، من المنظمات الغربية المعروفة يسندها حوالي 600 موظف دولي، وألفي معاون محلل، ويضيف قائلا : ان القوة الفاعلة، اقتصاديا في الجنوب هي هذه المنظمات ويضيف أيضا : أعتقد أن 80 بالمائة من هذه المنظمات تتبع اسرائيل وبريطانيا والنرويج والولايات المتحدة الأمريكية ولا يوجد بين كل هذه المنظمات منظمة عربية اسلامية، واحدة» الى هنا ينتهي كلام الدكتور حسن مكي... هذه المنظمات هي العاملة اليوم في الغرب، باقليم دارفور وهي التي تحرك حملة دولية واسعة ضد السودان بتهمة خطيرة وحساسة وهي «ممارسة العرب للتطهير العرقي ضد الافارقة» ورغبة الشمال المسلم في فرض ديانته على كامل السودان على الرغم من أن كل سكان الغرب السوداني يدينون بالاسلام ولا يوجد بينهم مسيحيون كما هو الأمر بالنسبة للجنوب السوداني.
** خارطة السودان
حدود مترامية، جيران عديدون، مطامع عديدة من الخارج، وتحديات تنموية وسياسية في الداخل.
تقع دارفور في أقصى غرب السودان وتمتد بين خطي العرض 20-9 شمال وخطي الطول 16 27.3 شرقا تقدر مساحتها الكلية بحوالي 196.404 ميل مربع وهي تساوي خمس مساحة السودان وتعتبر دارفور البوابة الغربية للسودان حيث توجد حدود مشتركة بينها وبين الجماهيرية الليبية وتشاد وافريقيا الوسطى، اللتان لا توجد فواصل طبيعية بينهما مما يفتح المجال لتواصل اجتماعي وثقافي واقتصادي بين مواطني دارفور وهذه الدول كما أن مواطني هذه المناطق الحدودية يمثلون امتدادا للمجموعات الاثنية والكيانات القبلية التي تعيش على الجانب الآخر من الحدود الدولية التي وضعها الاستعمار عند تقسيمه القارة الافريقية بين دول اوروبا المستعمرة في مفاوضات مؤتمر برلين 1883 1885 يعيش في دارفور حسب تعداد 1993 ، حوالي ، 4.746.456 ملايين نسمة
** الموقف الرسمي السوداني من الوضع في دارفور
تونس الشروق
تعتبر الحكومة السودانية:
*ان النزاع المسلح الذي يشغل أفراده الخارجون عن القانون بولايات دارفور الثلاث معزول ومحدود وينحصر في خمس محليات طرفية في شمال وغرب دارفور من أصل ثلاث وعشرين محلية بدارفور الكبرى، عدا هذه المحليات الخمس فإن بقية المناطق في دارفور الكبرى تنعم بالأمن والاستقرار.
*ان الدفاع الشعبي في دارفور هو قوة نظامية تتكون من جميع فئات وقبائل السودان كما هو الحال في بقية انحاء البلاد وله دور أساسي في مؤازرة القوات المسلحة السودانية وتعمل بامرتها وبالتالي فلا ينبغي الخلط بينه وبين عصابات الجنجويد وبعض الميليشيات القبلية والتي لا علاقة لها بالجيش السوداني.
*الوضع في دارفور لن يحل بالعمل العسكري بل عبر الحوار السياسي المفضي لاتفاق إلا أن هذا لا يعني تخلي القوات المسلحة السودانية عن واجبها الدستوري وهو حماية المواطنين وضمان أمنهم وسلامتهم وممتلكاتهم.
*مؤشرات عديدة تؤكد تورط ارتريا والحركة الشعبية لتحرير السودان (التمرد في الجنوب) في تأجيج هذا الصراع.
--------------
*من وثائق وزارة الخارجية السودانية
--------------
** سفير السودان ل «الشروق»: دعاية ضخمة ومضللة تستهدف السودان
تونس الشروق :
في لقاء مع «الشروق» تحدّث السفير اسماعيل أحمد اسماعيل عما يجري في دارفور وعن النوايا المحرّكة لهذه القضية. وتحدّث أيضا عن الأطراف الاجنبية الراغبة حسب قوله من استمرار الضغط ضد السودان حتى بعد الاقتراب من تسوية مشكلة الجنوب السوداني، كما تحدّث عما تقوم به الحكومة السودانية لحل مشكلة دارفور.
* ما الذي يحدث في دارفو وهل للأمر علاقة بالتسوية الجارية حاليا في جنوب السودان؟
ما يجري الآن في دارفور هو امتداد لما ظل يحدث في الجنوب بل ان حركة التمرد في الجنوب كانت تعتقد انه ينبغي عليها ان تعمل على نقل الحرب الى الشمال فالجنوب كانوا يطلقون عليه منطقة الحرب الاولى والشمال منطقة الحرب الثانية، وان هذه المنطقة الثانية تبدأ من الغرب (حيث ولايات دارفور) حتى ان المتمردين الاوائل في دارفور أطلقوا على أنفسهم «حركة تحرير السودان» وهو الاسم لحركة التمرد في الجنوب وقد أعدت حركة التمرد في الجنوب بعض الكوادر ودفعتهم قبل نحو أربع سنوات الى اثارة القلاقل في منطقة دارفور. واذا ما عُدنا الى أصل الخلافات في المنطقة فهي في حقيقة الامر خلافات عادية بين القبائل الزراعية والقبائل الرعوية تم استغلالها لتحقيق مآرب أخرى.
* حسب ما يتردد في الاعلام فإن هؤلاء يطالبون مبدئيا بالمشاركة في «السلطة والثروة» فما مدى مشاركتهم الآن ثم ألا ترون ان الامر اذا كان كذلك فهو تطلع مشروع؟
نعم هم يحاولون الاستفادة من الاجواء العامة للمفاوضات في الجنوب فيطالبون على غرار الجنوب ب»السلطة والثروة» والحكومة تعتبر انه اذا كان الامر مشاركة في السلطة فهم مشاركون في السلطة فعلا حيث ان مساعد رئيس الجمهورية هو من الغرب اضافة الى وجود وزراء عديدين من الغرب ايضا ضمن الحكومة وكذلك الولاة... أما اذا كانت مطالبهم تتعلق بتحقيق قدر أكبر للتنمية فإن الحكومة تسعى نحو ذلك بكل مناطق السودان. وفي ولايات دارفور تحديدا قامت الحكومة بعدة انجازات مثل بناء العديد من المدارس والمستشفيات والجامعات... وقد أكدت الحكومة استعدادها للاستجابة لهذا المطلب في اطار سعيها لتحقيق تنمية متوازنة في كل أنحاء السودان... وقد تمت الاشارة الى هذه السألة في مبادرة الفريق البشير التي أعلنها قبل أسبوعين والتي تتضمن خمس نقاط أهمها تجريد المليشيات من السلاح وتنفيذ برامج واسعة للتنمية في المنطقة وتنظيم مؤتمر جامع لحل هذه المشكلة. وهذا الاعلان يؤكد حرص الحكومة السوداني على ايجاد حل سلمي شامل ودائم في غرب السودانية. ثم ان الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها في مشاكوس والتي تتعلق بمشكلة الجنوب فإنما تشمل تحقيق التنمية المتوازنة في كل أنحاء السودان وتشمل اشتراك كل السودانيين في حكم بلادهم وادارتها وصولا الى مرحلة التداول السلمي للسلطة بما يخلق الاجواء المناسبة للاستقرار والتطور في البلاد، أما الاحتراب فإنه لا يؤدي الى نتيجة وقد اقتنعت حركة التمرد في الجنوب بعد نصف قرن من القتال ان البندقية لا تحقق أهدافا وان المفاوضات أفضل.
* وما حقيقة ما يتردد من وجود تصفية وتطهير عرقي وحركة نزوح واسعة؟
الآن هناك مشكل انساني في دارفور وهي من الافرازات الطبيعية للحرب وعدم الاستقرار حيث ينزح السكان خوفا على حياتهم وحياة أطفالهم وقد تجمعوا في بعض المواقع... وهؤلاء يحتاجون المساعدة والحكومة السودانية تبذل كل جهدها وكل ما لديها من امكانيات لمعالجة أوضاعهم واعادتهم الى قراهم كما طلبت مساعدة المجتمع الدولي وقبل أيام فقط تمكنت الحكومة من استقبال اعداد هامة من النازحين قرب الفاشر (عاصمة اقليم دارفور)... الحكومة السودانية اذن تقوم بواجبها تجاه مواطنيها بكل ما أوتيت من جهد وهي لا تغلق الباب أمام اي منظمة دولية ترغب بتحقيق المساعدة، أما التطهير العرقي او الابادة فهي اتهامات لا أساس لها من الصحة وهي ممارسات لا تتماشى مع إرث وأخلاق وحضارة السودان. كل ذلك مجرد أوهام تعمل بعض الجهات على الترويج لها، وهو أمر لم يحدث ولن يحدث من قبل حكومة مسؤولة أمام الله وأمام الوطن.
* كيف تفسّرون اذن هذا الاهتمام الدولي الواسع بدارفور حتى ان مجلس الامن الدولي يريد مناقشة المسألة وكذلك مجموعة الثماني...؟
نستغرب فعلا هذا الاهتمام. «دارفور» أصبحت في صدارة الاهتمامات الدولية دون كل المشاكل الدولية الاخرى سواء في فلسطين او في العراق او في غيرها من الاماكن.... بما يؤكد لنا ان الامر ليس من قبيل الاهتمام بأهل دارفور. هؤلاء يحتاجون الآن وبصفة مستعجلة قبل هطول الامطار الى العون الغذائي والى الاستقرار وعودة النازحين واذا كان المقصود من كل هذا الاهتمام أهالي دارفور، فلماذا لم يتم تقديم العون لهم... ان كل هذه الحملة تخدم جهات معينة.
* لمن يوجهون أصابع الاهتمام وهل اتضحت لكم الصورة في السودان حول الأطراف المستفيدة من تحريك جبهة جديدة ضد السودان؟
أهالي دارفور يعرفون تماما انه ليس هناك تطهير عرقي أو إبادة جماعية ضد العناصر غير العربية الامر كما قلت لك في البداية لا يتجاوز كونه خلافات بين قبائل الرعاة وقبائل المزارعين على المراعي وقد حاولت بعض الجهات استغلال ما يحصل لزعزعة استقرار السودان.
* الامين العام للأمم المتحدة ووزير الخارجية الأمريكية يزوران السودان لهذا الامر، هل لديهما اقتراحات معينة في هذا الامر؟
كما ذكر وزير الخارجية الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل نرحب بكل من يريد الزيارة اذا كان الغرض هو ايجاد حل لهذا المشكل في دارفور بما يؤدي الى استقرار السودان وتحقيق الطفرة الانمائية المتوقعة دون ضغوط او حلول جاهزة معروفة لأن ذلك لن يفيد السودان ككل ولا دارفور محليا ونأمل ان يكون لعنان أو لباول ما يقدّمانه شرط ان يكون الموقف مبنيا على الحقائق وليس على الاشاعات او ما تتداوله وسائل الاعلام المغرضة او ما سمح به.
ونحن متأكدون ان كل طرف موضوعي أراد الوقوف على الحقيقة من خلال المشاهدة والمعايشة فإنه سيدرك انه ليس هناك تطهير عرقي او إبادة جماعية او عنصرية ضد القبائل غير العربية وسيدرك ان هناك مواطنين يحتاجون فعلا المساعدة السريعة قبل حلول فصل الامطار.
* وفي الاثناء ما هي التحركات التي تقوم بها الحكومة السودانية لتحسين الاوضاع في دارفور؟
المؤتمر الجامع الذي دعا لعقده الرئيس البشير سيجتمع قريبا وبالاضافة الى ذلك شكلت الحكومة لجنة تقصي الحقائق برئاسة أحد القضاة السابقين المشهود لهم بالكفاءة وهو القاضي دفع الله الحاج يوسف، ويوجد ضمن هذه اللجنة شخصيات معارضة للنظام مثل المحامي غازي سليمان ومهمة هذه اللجنة هي الوقوف على الاتهامات التي تطلق ضد الحكومة ومنها خاصة «ممارسة الابادة» بما يؤكد ان الحكومة السودانية جادة فعلا في وضع حد للشائعات. وفي نفس السياق تم تعيين وزير الداخلية مستشارا للرئيس في دارفور ليبدأ مباشرة في تنفيذ مبادرة الرئيس البشير وخاصة تنظيم المؤتمر الجامع وقد تم بعد تعيين عزالدين السيد وهو سياسي مخضرم وليس له مطامع سياسية كما انه صاحب خبرة ودراية بدارفور اضافة الى الى علاقته بأهل الاقليم ومهمته هي الاعداد لهذا المؤتمر وجمع المعنيين با لامر لمناقشة أمر الاقليم ومستقبله.
* ما هو موقف الحكومة التشادية من هذه المسألة بالنظر الى الارتباط القبلي بين المتمردين في دارفور والجيش والنظام في التشاد؟
الحكومة التشادية تساند الحكومة السودانية وتشاطرها الرغبة في احلال الاستقرار بالمنطقة.
* وماذا عن الوضع الميداني؟
بعض المناوشات تحدث هنا وهناك في خرق للاتفاق من قبل المتمردين.
* تبدو الدعاية المصاحبة لهذا الوضع ضخمة جدا، ما هي الاسباب حسب رأيكم؟
فعلا، هناك دعاية ضخمة ومضللة فمثلا يتحدّثون عن أرقام بالملايين لعدد النازحين تتجاوز العدد الحقيقي لكل سكّان الاقليم! كما انهم يتحدّثون عن حروب طاحنة في حين ان هناك مناطق عديدة مستقرة في الاقليم وان الامر لا يتجاوز بعض المناوشات هنا وهناك.
كما ان هذه الجهات تلجأ للدعاية حتى بشأن أرقام الامدادات مقدمين أرقاما خيالية في حين ان جزءا بسيط من هذه الامدادات لو وصل المنطقة فعلا، كان سيحل كل الاشكالات المطروحة.
* كيف تفسّرون تحريك الاوضاع في الغرب في وقت يتم فيه الاستعداد لإبرام الاتفاق النهائي في الجنوب، حسب رأيكم؟
الواضح ان هناك نية في استمرار الضغط مسلطا على السودان لتحريك الاوضاع كلما أرادت تلك الجهات ذلك.
* وهل تخشون تدويل هذه المسألة بعد زيارات باول وعنان؟
الحكومة السودانية لا تريد تدويل هذه المسألة التي تهم السودانيين هي تريد حل المشكل بالتفاوض بين السودانيين أنفسهم دون تدخل أطراف أجنبية ونحن نعتقد ان ذلك أجدى للجميع مع أننا نرحّب بكل الجهود المخلصة للمساعدة. وكما قلت في السابق فإننا نرحب بالزيارات التي ذكرت ولكننا نرفض ان تُفرض علينا مسارات أجنبية لأن ذلك سيدخلنا في دوامة عدم الاستقرار والتدخلات الاجنبية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.