الإدمان على اجراء المكالمات الهاتفية عبر الهاتف المحمول (بورطابل) يبدو أنه أكثر خطورة من الإدمان على التدخين أو أي عادة أخرى تضرّ أكثر مما تنفع. عندما تكون النقود متوفرة قد نبادر الى اقتناء أكثر من بطاقة شحن واحدة لإجراء المكالمات الهاتفية لكن ماذا إن غابت الأموال وعجز الواحد منا عن شحن هاتفه الجوال؟.. بالتأكيد أنه سيستشعر أنه ثمة شيء ما ينقصه وأن أيامه ولياليه ستكون ثقيلة ولمَ لا حزينة لأنه لا يستطيع الاتصال بهذا الشخص أو ذاك. فهل أصبحت المكالمات الهاتفية شكل من أشكال الادمان؟ يجيب الدكتورعماد الرقيق مؤكدا على أننا في تعاملنا مع مثل أجهزة الاتصال الحديثة عندنا مازلنا نتعامل معها بانبهار شديد باعتبار أن تملكها شكلا من اشكال التباهي ووسيلة للتفاخر في بعض الأحيان! إن هذه الحاجة التي يعبر عنها بعض الشباب خاصة لإجراء المكالمات الهاتفية لا يمكن أن نفسرها بأنها نوع من الادمان وإنما هو مجرد سلوك خاطئ وضعف في شخصية الشاب الذي عجز ربما عن ربطعلاقات صداقة فعلية وسط المجتمع ولتخطي شعوره بالعجز يجد في أجهزة البورطابل وبعض الاجهزة الأخرى وسيلة للهروب. ويضيف الدكتور أن الشعور بالحاجة للبورطابل لا تقلّ خطورة عنه باقي الوسائل التكنولوجية الأخرى كجهاز التلفاز مثلا ولهذا وجب التعامل معها بحذر وبأسلوب حضاري ومحاولة تفادي تأثيراتها بتنويع الأنشطة، أنشطة الترفيه، وبالحرص على زيارة الأقارب والأصدقاء.