من ضمن الظواهر التي بدأت تأخذ شهرة وانتشارا لدى تلامذة المعاهد ظاهرة الهاتف الجوّال والذي كاد أن يكون بل أصبح في مقام الكتاب والكرّاس لدى التلميذ. لم تكن في السنة الماضية لهذه الظاهرة اهمية كبيرة لكن وبحلول سنة 2004 ونتيجة للتسهيلات التي احدثتها اتصالات تونس وتونيزيانا. أصبح كل مفتقر لهذا الجهاز منتميا للعصور الوسطى ولا يواكب التكنولوجيا والتقدّم والتي اصبحت تقاس بمقياس البورطابل . لابدّ من الاشارة اولا أن الهاتف الجوّال اصبح مصدر ازعاج داخل وخارج القسم فاثناء الدرس، يستعمل الهاتف الجوال كأداة لاثارة الهرج وازعاج الاستاذ والذي يعكس بدوره تعطيل الاستاذ للدرس، وتكون النسبة الاقل من التلامذة ضحايا شغب وهرج زملائهم، ولا يمكن لوم الاستاذ، فليس من المعقول ان يقصي اكثر من ثلثي القسم رغم وجود البعض المتبعين لهذه السياسة . كما أصبح للبورطابل دور آخر لا يقل اهمية عن دوره الاساسي، وهو استعمال كأداة للغش في الامتحان وذلك عن طريق تخزين المعلومات او ما شابه ذلك. ومن جهة أخرى اصبح البورطابل أداة حديثة في الساحة. فهذا يسأل عن اخر انواع «الميساجات» والله وحده يعلم محتواها والاخرى تستمع لاحدث الرنات المسجلة والمقتطعة من أغاني الفنانين العديدة. أما الاخران، فهما يتناقشان على نوعية الجهاز و»أبسيوناته» وأصبحت هناك منافسة حادة في امتلاك احدث انواع اجهزة الهاتف الجوال ك «نوكيا 3100» و»سمسونغ» و»سيمانس»... ولا ترى كالسابق نقاشا حول درس او نظرية جديدة او تمرين صعب... فهذا الوباء حل محل الدراسة وأشكّ ان التلامذة اصبح هدفهم من الذهاب الى المعهد مزاولة الدراسة بل للتباهي بآخر موديلات البورطابل... وها هي النتائج هي الدليل الوحيد على مدى تأثير الهاتف الجوال على اذهان التلاميذ.. أنا لست ضد استخدامه لكن لكل شيء حدود، ولا أرى ضرورة قصوى تستدعي التلميذ لاستعماله فالاجدر له ان يعير دراسته الاولوية والاهمية حتى لا تصبح تحت اقدام البورطابل. مها عيساوي (المعهد الثانوي سيدي بوزيد) ** هذا رأي التلميذة مها فما رأيكم انتم؟ ابعثوا بملاحظاتكم حول هذا الموضوع...